طهران تشعل صراع الأموال بين قادة المليشيات الحوثية في صنعاء
دفع التدخل الإيراني في صنعاء من خلال سفير الإرهاب الذي أعلنت تعيينه قبل أشهر قليلة في اشتعال صراعات الأموال بين قيادات المليشيات الحوثية، إذ يسعى كل طرف من الأطراف المتنازعة داخلها للسيطرة على الأموال التي جرى سرقتها من المعارضين للمليشيات في ظل فرض إيران رقابة على توجيه تلك الأموال التي يبدو أنها كانت تذهب إلى جيوب الفاسدين.
ويرى مراقبون أن إيران أضحت المتحكم الأول في توجيه الأموال بعد أن وجدت أن دعمها للمليشيات الحوثية لا يوجه للجهد العسكري كما كانت تستهدف، ولعل ذلك أحد الأسباب التي دفعتها إلى تعيين سفير لها في صنعاء للرقابة على المليشيات في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجهها والتي تجعل من الصعب استمرار تدفق الأموال كما كانت في السابق.
يذهب البعض للتأكيد على أن إيران تسعى إلى توجيه دفة الأموال كيفما تشاء هي وليس كما تستهدف قيادات المليشيات الحوثية التي اعتادت الاستحواذ على الجزء الأكبر منها في ظل اعتيادها على عمليات السرقة والفساد المستمرة والتي طالت المنظمات الإنسانية العاملة في صنعاء.
كما أن طهران تدرك أنه حال جرى تحييد قطر بعد المصالحة الخليجية فإن المال القطري الموجه إلى المليشيات قد يتقلص أو ينقطع ما يجعلها أكثر صرامة في الرقابة على حركة الأموال وهو ما يفسر تزايد الصراعات بين أذرع مليشيا الحوثي على الأرض.
تصاعدت الخلافات بين قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران في صنعاء على الأموال المصادرة والمنهوبة من الشخصيات المعارضة للمليشيا.
وقال مصدر مطلع لـ "المشهد العربي" إن ما يسمى الحارس القضائي الذي عينته المليشيا المدعو (صالح مسفر الشاعر) بدأ يخوض صراعًا مع القيادات الحوثية حول الأموال المنهوبة، وخصوصًا المرافق والشركات الإيرادية التي وضعت المليشيا يدها عليها.
وأوضح المصدر أن القيادي الحوثي صالح مسفر الشاعر، أقال القيادي المدعو يوسف شرف الدين من إدارة مدارس النهضة الأهلية التي تعد من أكبر المدارس الأهلية في صنعاء وتتجاوز إيراداتها أكثر من مليار ونصف المليار سنويًا، بعد خلافات بين القياديين الحوثيين على حصصهما من تلك الأموال.
وأضاف المصدر أن الشاعر دخل في خلافات كبيرة مع القيادي الحوثي المدعو عادل المتوكل الذي عينته المليشيا رئيسًا لجامعة العلوم والتكنولوجيا وأن الأخير اعتكف في منزله بعد تجريده من صلاحياته المالية.
وأشارت إلى أن قيادات حوثية نافذة تحاول فرض مقربين منها للقيام على الشركات الاستثمارية المصادرة، وتخوض صراعًا مع القيادي مسفر الشاعر الذين يسعى للاستفراد بهذا الملف الإيرادي الضخم للمليشيا.