انفجارات الحديدة الخفيّة.. أجسادٌ تُمزّق في صمت
لا يمر يومٌ من دون أن تُسجل خسائر بشرية شديدة البشاعة من جرّاء الإرهاب الحوثي الخبيث، ذلك المتمثّل في توسّع المليشيات في زراعة الألغام.
ففي أحدث ضحايا هذا الإرهاب الفظيع، أصيب سمير إبراهيم أحمد في انفجار لغم من مخلفات المليشيات المدعومة من إيران وذلك في مديرية ذباب بالساحل الغربي، ما أسفر عن بتر ساقه.
وقالت مصادر محلية مطلعة إنّه تمّ إسعاف المصاب إلى مستشفى في العاصمة عدن لتلقي العلاج.
قبل ذلك، كانت محافظة الحديدة على موعدٍ مع كلفة أخرى، بعدما انفجر لغم بمديرية حيس.
وأسفر هذا الانفجار عن مقتل عبدالملك هزاع الجعشي (26 عامًا)، وذلك في انفجار اللغم الذي زرعته المليشيات الحوثية الإرهابية في قرية الرباط الواقعة جنوب المديرية.
ما جرى يُقدّم نموذجًا مصغرًا حول حجم الكلفة البشرية المرعبة التي تكبّدها السكان من جرّاء الإرهاب الخبيث الذي زرعته المليشيات الحوثية، واستهدفت من خلاله تكبيد المدنيين أكبر قدر من المعاناة.
وزرعت المليشيات الحوثية كميات ضخمة من القنابل والعبوات الناسفة في الأحياء السكنية والطرق العامة والشوارع الرئيسية والمنازل والمزارع وأماكن عبور يسلكها السكان، وهو ما يؤدي إلى قتل وتشويه آلاف المدنيين إضافة إلى مئات حالات الإعاقة الدائمة.
المرعب أنّ المليشيات الحوثية عملت على زراعة الألغام بشكل مموه وعشوائي، بحيث يصعب اكتشافها، في الطرق الرئيسية والفرعية وفي المنشآت العامة كالمدارس والمرافق الخدمية وكذا في المناطق التي يستخدمها السكان قرب الآبار، وفي المناطق المخصصة لرعي الماشية وفي الحقول الزراعية وغيرها من المناطق المأهولة.
إقدام المليشيات الحوثية على التمادي في هذا الإرهاب الخبيث يتوجب التصدي له بشكل أشد حزمًا وحسمًا من قِبل المجتمع الدولي، وذلك من خلال تكثيف جهود تفكيك ونزع هذه الألغام.
في الوقت نفسه، فإنّ هذا الإجرام الحوثي الذي تخطّى كل الخطوط الحمر يتوجب أن تُعاقَب عليه المليشيات، استنادًا إلى حجم الكلفة والخسائر المرعبة من جرّاء ما تمّ ارتكابه في هذا الصدد.