بن دغر.. القفز من سفينة هادي إلى أحضان أحمد عفاش

السبت 31 مارس 2018 13:59:00
بن دغر.. القفز من سفينة هادي إلى أحضان أحمد عفاش
المشهد العربي / عبدالله جاحب :

عاد إلى السطح والمشهد مجدداً.. يحاول التمسك ببعض الآمال والأمنيات التي قد تكون قارب نجاة له من السفينة التي أغرقها هو وقطيع الوزراء الذين لم يحسنوا التجديف جيداً والخروج إلى دفة ومرسى وشواطئ الأمان والاطمئنان السياسي..

اليوم يظهر مُغرِق سفينة حكومة الشرعية أحمد عبيد بن دغر في تصريح تعوّد عليه الشارع السياسي ، ولكن ما يميز هذا التصريح هذه المرة وما يختلف عن التصريحات السابقة حالة القفز والنطّ من حكومة وشرعية هادي وتركه وحيداً يعاني ويلات وحماقات وفساد حكومته التي تركته بين العواصف والمحن الزجاجية للارتماء في أحضان نجل الرئيس اليمني المقتول ، حيث يحاول بن دغر الخروج من عنق الزجاجة السياسية من خلال تكرار مناشدة المجتمع الدولي ومجلس الأمن العدول عن القرار المفروض على نجل الرئيس المقتول علي عبدالله صالح ؛ حيث عمل بن دغر من خلال تصريحاته التودد وذرف الدموع بعبارات التسول والتوسل إلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن لرفع العقوبات على أحمد علي عبدالله صالح .

لقد أصبح الرجل يمهد ويهيئ نفسه للانتقال إلى مرحلة أولاد عفاش وترك هادي ، والقفز من حكومة الشرعية إلى أولاد وأحضان الحب القديم والأول ، ويُمنّي النفس بقرار خاطف من مجلس الأمن يرفع بموجبه العقوبات أو على أقل تقدير أن يحظى بعطف وشفقة " طارق عفاش" في ملامح ومعالم خارطة في الشمال قد يكون طرفها " أولاد عفاش " ..

حيث تركز حديث بن دغر من أول حرف في تصريحه على أمنيات وتطلعات وأحلام حقبة قد يظفر بها أحمد عفاش وهو ينتهز الفرصة من أجل القفز من سفينة هادي إلى أحضان أولاد "صالح " ، فحاول النجاة من الغرق الذي صنعه بيده وأغرق حكومة وشرعية لم تحسب حساباً لمثل هكذا ظروف ، ولم تجعل لها خط سير وأدوات ووسائل النجاة من الغرق ، واتخذ بن دغر من أولاد صالح قارب النجاة الذي قفز له في تصريحه من حكومة هادي إلى أحضان أولاد " عفاش " ..

 

عشم بن دغر في المجلس الانتقالي  

يحمل الحقد الأزلي على المجلس الانتقالي ويحاول تصويره في خطاباته وفي تصاريح أنفاسه الأخيرة بأنه الشيطان الذي أفسد جنة حكومته والشجرة التي أخرجت بن دغر من الجنة كشجرة أبينا آدم التي أخرجته من رغد ونعيم الجنة ، يكرر ويتعمد تكرير تلك الخطابات الهزيلة عن المجلس الانتقالي بأنه جماعة مسلحة وفصيل ومليشيات تحمل السلاح وتسعى في الوطن فساداً وخراباً ودماراً ، وأنه لن يعود من أجل سلامة وأمان الجنوب ، وحتى لا يعود القتال مجدداً ويعم الخراب وسفك الدماء حسب زعمه.

وقال بن دغر أن على المجلس الانتقالي ترك سلاحه ويكون حزباً سياسياً عادياً إن أراد الانخراط في العملية السياسية ووضع الأيادي بالأيادي .. وأن المجلس الانتقالي لا يعترف إلا بلغة القوة والاقتتال والدمار وسفك الدماء ولا يعرف للحوار باباً أو طريقاً أو وسيلة ، ويغلق كل نوافذ التعايش السياسي - حسب قوله .

كل ذلك ما كان في جعبة بن دغر وأدلى وأشار به في تصريحه الأخير لصحيفة "الشرق الأوسط " اللندنية ، ولعل من الأهمية بمكان أن نشير في هذه العجالة بعض النقاط التي تغافل عنها بن دغر متعمداً ويعلم بها ولا يريد التطرق إليها ، ومن أهمها تكراره المتواصل وترديد كلمة "وضع السلاح وتركه" وأن يتحول حملاً وديعاً بين أيادي بن دغر .. أتعلمون لماذا يصر على ترك المجلس الانتقالي سلاحه ويكرره بن دغر؟! .. ذلك أولاً وبكل بساطة إن ترك المجلس الانتقالي سلاحه يفتح المجال أمام مليشيات وجماعات بن دغر الإرهابية العودة والعبث بالجنوب والاستحواذ عليه, وفتح المجال أمام القوات الشمالية بالتقدم صوب الجنوب وتكوين ولاية إخوانية إرهابية على أرض الجنوب , كيف يريد لإرادة شعب وكيان شعب ودولة كاملة أن تتحول إلى حزب سياسي؟ أيعقل ذلك؟!..

إن حكمة وصبر وحنكة المجلس الانتقالي هي من تتجنب الاقتتال وسفك الدماء ، فأما أنتم من عاش واستقر ووصل إلى قلعة وكراسي المعاشيق على ألم ووجع وأنين الشعب .

أن يتخلى المجلس عن الشعب ويضع سلاحه ويفتح الطريق أمام عودة واستنساخ الاحتلال مجدداً فذلك عشم حكومة وشرعية فنادق الرياض في المجلس الانتقالي! .. 

 

بن دغر يتخلى عن قطيع حكومته

خلع ونفذ بجلده وتخلى الراعي بن دغر عن قطيعه الوزاري في حكومة شرعية الفنادق ، فقد قال عن كل من وصف بأن هادي تحت الإقامة الجبرية ليس من حكومة الشرعية ولا يمثل سوى نفسه ورأيه الخاص ولا يصل للحكومة من بعيد أو من قريب بصلة ، وفي عزل واضح ومحاولة كسب ود التحالف العربي المتمثل بالمملكة العربية السعودية تخلى بن دغر عن قطيع الوزراء الذين ملؤوا الإعلام ووسائله بالتصريحات والنزغ الإعلامي ، وحملوا الحقائب هروباً وانكساراً وانهزاماً بعد طردهم من قلعة المعاشيق ، فقد نفرهم وخلع ثوبه منهم ولبس ثوب الغزل والود عسى أن تعود مياه فساده إلى الواجهة مجدداً ، فتخلى الراعي عن قطيعه من أول ضربة..