الستة الأقاليم مشروع موت ودمار !
ياسر اليافعي
- الريال اليمني ينهار وغياب الحلول يعمق الأزمة!
- التحالفات غير الوطنية، طريق الحوثيين إلى السلطة!
- ما الفائدة من حضور الرئيس الزبيدي في الأمم المتحدة؟
- علي عشال الجعدني
الحقيقة ان الذي فرض بالقوة وبدون أي توافق سياسي الستة الأقاليم المسؤول الأول عن الحرب والصراع الذي نعيشه اليوم، وهو من اعطى مبرر لجماعة الحوثي للانقلاب على مؤسسات الدولة وتحقيق حلمها بالسيطرة على اليمن .
من اتخذ هذا القرار المدمر لا يفقه في التاريخ ولا الجغرافيا ولا حتى المستقبل .
أولا فيما يخص الشمال لا يمكن بل استحالة ان يقتنع الزيود بمناطقهم الجبلية بعيداً عن أي منفذ بحري، لأن الشمال بكله تحت سيطرة الزيود التاريخ يقول كذا ولس انا، المسألة بالنسبة لهم حياة أو موت.
هناك نزعة زيدية قوية للسيطرة ليس على الشمال بل على الجنوب،
راجعوا التاريخ كم معارك شهدتها عدن يافع الضالع حضرموت، للتصدي للمد الزيدي وكم تضحيات قدمتها قبائل الجنوب لوقف التمدد الزيدي ومنعه من السيطرة على المناطق الجنوبية .
اما فيما يخص الجنوب، الأمر لا يختلف كثيراً لأن أبناء الجنوب من المهرة الى باب المندب رافضين تقسيم الجنوب وفق ما يريده اخوان اليمن الذين ادركوا ان لا مكان لهم في الشمال ويسعون الى الحفاظ على وجودهم في الجنوب مستغلين فرصة توغلهم فيه بعد عام 1994 بدعم كامل من قبل النظام السابق ونتيجة للمصالح التي تكونت لقياداتهم في شبوة وحضرموت وسيطرتهم على حقول النفط في هذه المحافظات .
وفيما يخص مناطق الوسط هذه المناطق فكرت بمصلحتها فقط، واقصد محافظتي تعز واب، كانت الأكثر تحمساً للمشروع لأنها ترى فيه الخلاص من قبضة الزيود حيث لا تريد المواجهة المباشرة معهم لعدم مقدرتها على ذلك ولعجزهم عن المواجهة، لذلك أيدت هذا المشروع بشكل مجنون مع ان النخبة في هذه المحافظات تدرك فشل هذا المشروع واستحالة تطبيقه .
بالمختصر مشروع الستة الأقاليم غير وطني ولن يكتب له النجاح بالمطلق لا اليوم ولا غداً ولا حتى بعيد 100 سنة، بل هو مشروع دمار وخراب وموت !
وضعت حلول واقعية ومقنعة ومنها حل الاقليمين شمالي وجنوبي لفترة انتقالية معينة تعطى فيها الوحدة فرصة جديدة وبعدها من حق ابناء الجنوب يقرروا مصيرهم ان لم تنجح هذه الفرصة، لأنه من غير العدل ربطهم بقوى الفشل والانتهازية في الشمال الى ما لا نهاية .
الحقيقة ان مشروع الاقليمين كان له قبول كبير وتأييد طيف واسع من السياسيين والنخبة المثقفة في الجنوب والشمال، وخاصة القوى الشريفة التي تريد تأسيس دولة مؤسسات قوية خالية من الفساد ومراكز النفوذ والسيطرة والارتهان لقوى الخارج .
لكنهم افشلوا هذا المشروع ليس لدواعي وطنية، ولكن لمصالح غير وطنية وبعضها لخدمة اجندة غير محلية، علاوة على ان قوى الفساد لا تريد ان تفرط بالمصالح التي تحققت لها منذ حرب صيف 1994 التي سيطروا بها على الجنوب بقوة السلاح .
والرافضين لهذا المشروع رفعوا شعارات عريضة كذباً وزرواً بحجة الدفاع عن الوحدة اليمنية التي فشلت اصلاً، مستغلين اندفاع أبناء تعز واب لمشروع الستة الأقاليم الفاشل .
يضحكون على بسطاء الشمال بالدفاع عن الوحدة والحقيقة ان الوحدة هي وحدة قلوب اذا تحققت كما كان في عام 1990 يكتب لها النجاح اما وحدة القوة لن تتم ولن يكتب لها النجاح بالمطلق .
واخيراً نصيحة لأصحاب القرار عودوا الى العقل والمنطق وتوقفوا عن تدمير البلاد والعباد بمشاريع مجنونة مدمرة لا تخدم غير أعداء اليمن.