رفقاً.. ببلد الطيب صالح وأهله الطيبين!!

رغم أن فتاة الحديدة نفت واقعة الاغتصاب بحضور زوجها..وحتى وأن صح حدوث اغتصاب في أي مكان ومن قبل كائن من كان، من اليمن أو من السودان، أو من الإمارات أو من لبنان..أو حتى من واق الواق أو من كهوف مرَّان ..فتلك حادثة جنائية فردية مُستنكرة ومستهجنة ويدينها الجميع، ويجب أن تعالج في إطارها وحدودها الضيقة وأن ينال الجاني جزاه جراء ما اقترفه، وفي ضوء القوانين المعمول بها، دون تضخيمها أو تهويلها بغرض المساس بسمعة أي من جماعة أو قوم ينتمي إليها الجاني، لأن من يرتكب مثل هذا الفعل الفاحش والشائن لا يعبر عن قومه أو جماعته أو بلده ولاينفذ أجندة تآمرية تمس الأمن المجتمعي أو الأمن القومي..
أنه لمما يحز في النفس أن نسمع ارتفاع عقيرة الكثيرين من ذوي النوايا الخبيثة ممن يجعلون (من الحبة قبّة) ويروجون بصورة غير مسبوقة لحادثة فردية وكأنها قاصمة الظهر أو شر بليّة مهلكة، يجب أن يُعلن من أجلها فرض الجهاد، فيما هم في باطن الأمر يستهدفون الأشقاء السودانيين لأنهم وقفوا إلى جانب شعبنا ضمن قوات التحالف العربي ويسعون جاهدين للمساس بعلاقة شعبنا مع الأشقاء السودانيين الذين نكن لهم كل تقدير واحترام.
الحذار الحذار من الانسياق وراء جوقة تسييس أي حادثة أو جُنحة فردية أو تعميمها على شعب بكاملة أو استهداف أبنائه المتواجدين بين ظهرانينا، سواء ممن جاؤا لنجدتنا ضمن قوات التحالف العربي أو أولئك الذين يعملون في مجالات شتى، وأقصد هنا الأشقاء السودانيين الذي نعرف عنهم طيبتهم وسمو أخلاقهم وتواضعهم واحترامهم للقيم والأعراف، وحتى ولو افترضنا أن شذ أحدهم فلا يعبر بالضرورة عنهم، ولن يقروا له بأي فعل شائن، ولن يعترضوا على أن ينال جزاءه الذي يستحقه.
نقول ذلك من واقع حبنا لبلد الطيب صالح..السوادن الشقيق، وحرصنا على نقاء وبقاء العلاقة المتميزة التي تربطنا به وبشعبه الطيب عبر القرون.. ويكفي السودانيين فخرا أننا تعلمنا على أيدي معلمين وأساتذة سودانيين، كانوا مثالا في العطاء والبذل وفي مكارم الأخلاق، وتركوا أثرا طيبا في في أرجاء وطننا وفي أصعب الظروف، واحتلوا مكانا مميزاً في نفوسنا ذاكرتنا وفي وجداننا..وأتذكر هنا بكل تقدير واحترام بعض من أساتذتنا في ثانوية زنجبار في سبعينات القرن الماضي، ومنهم عميدها السوداني الأستاذ باب الله، ثم الأستاذ والعميد لاحقا علي سعيد، وفي عدن لا ننسى من أثروا حياتنا الأدبية والعلمية أمثال الأستاذ الأديب الشاعر مبارك حسن الخليفة والشاعر الدكتور جيلي عبدالرحمن والدكتور المؤرخ عبدالشافي صديق وغيرهم كثيرين..
ولمن ينساقون وراء الشائعات نقول: رفقا بأحبتنا السوادنيين، ويجب أن لا ننسى أنهم جاؤا بجنودهم لنصرتنا في مواجهة مليشيات الحوثيين وقدموا الغالي والنفيس دون منّ، ولا أطماع لهم غير نجدة إخوتهم وأشقائهم اليمنيين، شمالا وجنوبا، ثم أن السودان الشقيق فتح وما زال أبوابه لكل من يلجأ إليه من بلادنا للإقامة أو الدراسة أو العلاج ويتعامل معهم كأخوة واشقاء..
ختاما نقول بعد أن اتضحت الحقيقة نقول...رفقاً ببلد الطيب صالح..وبأهلها الطيبين الصالحين المسالمين..وحذار من الانسياق وراء كيد الكائدين، ممن يتاجرون بالأخلاق وبالسياسة وبالدّين!!..