حشود الإخوان في شقرة تنذر بتصعيد عسكري ضد الجنوب
لم تنتظر مليشيات الإخوان أكثر من شهر واحد على تشكيل حكومة المناصفة لتنخرط مجددا في التصعيد العسكري ضد الجنوب، بعد أن دفعت عناصرها الإرهابية على التسلل من محافظتي تعز ومأرب إلى الخطوط الأمامية لجبهة شقرة في محافظة أبين، التي كانت قد انسحبت منها وفقا لترتيبات الشق العسكري لاتفاق الرياض.
تبرهن تلك الخطوة الإجرامية على أن مليشيات الإخوان الإرهابية في طريقها لإشعال الأوضاع العسكرية في الجنوب مجددا بما يؤدي إلى عودة اتفاق الرياض إلى نقطة الصفر، الأمر الذي يتطلب تدخلا عاجلا من قبل قوات التحالف العربي التي ترعى الاتفاق وتُشرف على تنفيذ بنوده.
يرى مراقبون أن مليشيات الإخوان تسعى لإثبات قدرتها على إفشال اتفاق الرياض بما يدعم استمرار التمويل الخارجي لها، تحديدا وأنها تستمر في جرائمها التي تحقق مصالح تلك القوى، ولعل ما أقدمت عليه في شبوة حيث تدشين ميناء "قنا" لا ينفصل عن التصعيد الحالي، لأن تلك الخطوة من شأنها تسهيل مهمة وصول الأموال والسلاح إليها من الخارج.
تحاول مليشيات الإخوان بشتى الطرق إثبات عدم قدرة حكومة المناصفة على تأدية مهامها ومحاولة تخريب التجربة قبل أن تبدأ، وذلك من أجل الحفاظ على مصالحها مع المليشيات الحوثية الإرهابية التي تدرك أن نجاح الحكومة يشكل خطرا داهما عليها، الأمر الذي يؤكد أن محاولات التصعيد الحالية تدفعها قوى إقليمية معادية.
واصلت الشرعية الإخوانية الدفع بمليشياتها إلى الخطوط الأمامية في منطقة شقرة الساحلية بمحافظة أبين، بالمخالفة لاتفاق الرياض، ورصدت مصادر محلية توافد عناصر مليشيات الشرعية الإخوانية من محافظتي مأرب وتعز إلى المدينة، مؤكدة أن غالبيتهم من الأطفال.
وكشفت عن نقلهم بواسطة قاطرات في هيئة عمالة إلى المدينة، موضحة أن المليشيات الإخوانية لجأت إلى عملية تجنيد في مدينة شقرة، في معسكر بن معيلي تحت منطقة العرقوب ومصنع الكسارة شرق المدينة.
وفي المقابل شددت الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماعها، اليوم الاثنين، على أن المجلس الانتقالي الجنوبي شريك لا يمكن تجاوزه بموجب اتفاق الرياض، وحذرت من عواقب الاستفزازات العسكرية لمليشيات الشرعية الإخوانية، بعد نشر عناصرها في بعض المواقع الأمامية بجبهة شقرة.
وعبرت برئاسة فضل الجعدي نائب الأمين العام، عن رفضها القرارات الأحادية من الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، مشيرة إلى تخطيها للاتفاق، فيما دعت التحالف العربي باعتباره الجهة الراعية لاتفاق الرياض، لتحمل مسؤولياته تجاه خروقات الشرعية اليمنية للاتفاق، وتداعيات القرارات الرئاسية المخالفة.
فيما جددت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي رفضها للإجراءات العسكرية الاستفزازية لمليشيات الشرعية الإخوانية في جبهة شقرة، بعد إعادة نشر عناصرها في بعض المواقع الأمامية بالجبهة، ونددت بالتحشيد العسكري المستمر، مشيرة إلى أن المليشيات تواصل استقدام قواتها من المحافظات اليمنية، لإعادة التحصينات بعد إزالتها من التحالف العربي.
ودعت لجنة التهدئة إلى إعادة النزول للجبهة بشكل متواصل ومفاجئ للوقوف على الخروقات، منعًا لرد فعل يضعف الخيار السلمي، بالساحة الجنوبية وتحويلها لساحة حرب.