أخطاء إب القاتلة.. استهانة حوثية بحياة الضعفاء
تواصل محافظة إب الغرق في أتون أزمة صحية شديدة التردي، تُكبّد المدنيين كلفة إنسانية شديدة البشاعة، من جرّاء خضوعها لقبضة حوثية غاشمة.
وأصبحت محافظة إب مسرحًا لتفاقم الأخطاء الطبية الكارثية التي يشهدها القطاع الصحي، وهو ما يكبِّد المدنيين كلفة تصل إلى حد الوفاة على صعيد واسع.
ففي أحدث حلقات هذا الإطار، فقد دخلت سيدة لديها ثلاثة أبناء وتدعى ماريا الحلياني دخلت في غيبوبة تامة؛ بسبب زيادة جرعة التخدير، خلال خضوعها لعملية "فتاق" على يد طبيب بإحدى العيادات الخاصة.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنّ الطبيب علي التهامي أخبر المريضة وزوجها، بأن مدة العملية لا تتجاوز ساعتين، لكنها دخلت في غيبوبة لليوم السابع على التوالي.
وقالت المصادر إنَّ بعض المُختصين راجعوا حالة المريضة، وقللوا من نسبة تعافيها، بسبب وجود تراكم للمياه في منطقة الرأس.
وبحسب المصادر، فقد قالت إنَّ الطبيب تجاهل الحالة رافضًا الاعتراف بالخطأ، أو دفع تكاليف إدخالها العناية المركزة، التي تصل إلى 300 ألف ريال يوميًا.
تُضاف هذه الواقعة إلى سلسلة طويلة من الأخطاء الطبية التي كبّدت السكان كلفة شديدة البشاعة من جرّاء سياسة الإهمال الطبي التي طبّقتها المليشيات بشكل متعمّد.
واقعة السيدة ماريا ليست الأولى من نوعها، ففي كثيرٍ من الأحيان شهدت محافظة إب حوادث أخطاء طبية مرعبة كبّدت السكان هذه الكلفة التي لا تُطاق على الإطلاق.
ولعل واحدة من أشهر هذه الحوادث هي واقعة الطفل إدريس الذي تعرض لبتر بعضوه الذكري على يد فني تخدير.
الأكثر من ذلك أنّ الأمر لا يقتصر على إهمال طبي على هذا النحو لكنّ هذا الوضع المرعب يشمل أيضًا غرسًا حوثيًّا واضحًا وصريحًا لسياسة الإفلات من العقاب، وهو يبرهن على "رخص" قيمة الإنسان في دستور الحوثيين العبثي.
ومن الواضح أن المليشيات الحوثية تسعى من خلال غرس سياسة الإفلات من العقاب، أن تضمن تردي الأوضاع الخدمية والمعيشية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهو ما يضاعف الأعباء على السكان بشكل كبير.