مكاسب الجنوب من زيارة الانتقالي إلى روسيا
رأي المشهد العربي
حقق المجلس الانتقالي الجنوبي جملة من المكاسب السياسية الهامة خلال زيارة الرئيس عيدروس الزُبيدي والوفد المرافق له إلى العاصمة الروسية موسكو، على رأسها فتح آفاق التعاون المشترك مع أحد البلدان العظمى التي كان لها علاقات تاريخية مع دولة الجنوب العربي وسيكون لها دور مهم في دعم استعادة الدولة.
استطاع الانتقالي أن يعلن عن نفسه كطرف لديه مخالب داخلية وخارجية أيضًا، وذلك بعد أن تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من صد محاولات غزو الشمال للجنوب مجددًا ووصل باتفاق الرياض إلى محطة تشكيل حكومة المناصفة والمشاركة فيها، وأصبح رقمًا صعبًا في أي معادلة سياسية أو أمنية، قبل أن يُعبر عن نفسه خارجيًا من خلال توطيد صلاته بأحد الدول التي تدعم قضية الجنوب وترى ضرورة أن تكون جزءًا من أي حل شامل.
تمكن المجلس الانتقالي من لفت أنظار المجتمع الدولي إليه مجددًا واستغل جيدًا نجاحه في أن يكون جزءًا من حكومة المناصفة وهو ما يجعل الزيارة الحالية تأخذ أبعادًا مهمة لأن المجتمع الدولي أضحى يتعامل مع طرف رئيسي في الحكومة الحالية، وأن وجهة نظر الانتقالي تجاه حل الأزمة واستعادة دولة الجنوب ستكون بالتبعية محل نقاشات جدية تمهيدًا لأن تصبح واقعًا على الأرض.
وكذلك فإن وفد الانتقالي استطاع أن يبعث برسالة إلى الأمم المتحدة والأطراف القائمة على العملية السلمية في اليمن أن هناك دولة ذات ثقل في مجلس الأمن الدولي تدعم قضيته المشروعة، وأنه لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي محاولات تستهدف إبعاد القضية الجنوبية عن الحل، ويُمسك بأوراق عديدة تجعله حاضرًا بقوة في أي مساعي للحل تحديدًا وأنه الطرف الأكثر قوة على الأرض بعد أن تمكن من مجابهة مليشيات الإخوان وكذلك العناصر المدعومة من إيران.
وتضخ الزيارة دماءً جديدة في اتفاق الرياض الذي تحاول مليشيات الشرعية الإخوانية تخريبه، بعدما أكد الجانب الروسي على دعمه وتمسكه بضرورة المضي قدمًا في استكمال مكتسباته، وهو ما يضع مزيدًا من الضغوطات على الأطراف التي تحاول عرقلته سواءً كانت داخلية أو إقليمية، تحديدًا وأن الاتفاق يحظى بدعم غير محدود من التحالف العربي الذي يبدو مُصرًا على تنفيذ باقي بنوده باعتباره الطريق الأمثل للوصول إلى حل سياسي شامل.
والأهم من ذلك أن الزيارة دعمت الثقة بين شعب الجنوب والمجلس الانتقالي لأن هناك إدراكا شعبيا بحفاوة استقبال قيادات المجلس في روسيا، والتأكيد على أن الانتقالي لديه صداقات وعلاقات دولية فاعلة مع قوى عظمى، وأن جهوده خلال السنوات الماضية أسفرت عن ثقل دبلوماسي وسياسي للجنوب ظل غائبًا لفترات طويلة.