الزُبيدي ورسائله الأربع
رأي المشهد العربي
في كل مرة يُجري فيها الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي حوارًا صحفيًّا أو تلفزيونيًّا، يحرص على رسم خريطة الاستراتيجية التي تتعامل بها القيادة السياسية في مواجهة التحديات الراهنة.
الرئيس الزُبيدي في حواره الأخير مع قناة "روسيا اليوم"، أعاد رسم هذه الخريطة، موجّهًا عدة رسائل تتعلق بموقف المجلس الانتقالي مما يجري على الساحة.
الزُبيدي أكّد في حواره، أو بالأحرى في رسائله، على أنّ الجنوب يظل منخرطًا في إطار المشروع القومي العربي الذي يحارب تمدّد التنظيمات الإرهابية في المنطقة، لا سيّما المليشيات الحوثية التي تُحركها دولة إيران لخدمة مصالحها
في الوقت نفسه، فقد أكّد الرئيس الزُبيدي أنّ الجنوب يظل متمسكًا باستخدام حقه الأصيل في صد الاعتداءات التي يتعرّض لها سواء في مواجهة المليشيات الحوثية أو المليشيات الإخوانية، وهو حقٌ للجنوب لا يمكن مصادرته.
سياسيًّا، جدّد الرئيس الزُبيدي موقف الجنوب الملتزم بمسار اتفاق الرياض بشكل كامل حرصًا على إنجاحه نظرًا لأهميته الاستراتيجية فيما يتعلق بتحقيق استقرار سياسي وعسكري يساهم في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
رسالة سياسية أخرى بعث بها الزُبيدي في هذا الحوار، تتمثّل في أنه لا تنازل عن إشراك الجنوب في مفاوضات الحل السياسي الشامل، وهو أمرٌ يحمل أهمية بالغة بالنظر إلى كونها خطوة ستراعي تطلعات الشعب الجنوبي.
هذه الرسائل التي بعث بها الزُبيدي تشكّل الخريطة التي يتبعها المجلس الانتقالي في تعامله مع مستجدات الأوضاع الراهنة، وذلك باعتباره حامل لواء قضية الجنوب العادلة.
خريطة الجنوب في هذا الصدد تحمل تطمينات للمواطنين الجنوبيين، مفادها أنّ المجلس الانتقالي لم ولن يتخلى عن تطلعات شعبه بأي حالٍ من الأحوال.