ضباط قطريون يدعمون «داعش» ويتواصلون مع أعضائه
كشفت قائمة الإرهاب التي أصدرتها وزارة الداخلية القطرية عن وجود إرهابيين في عمق القوات القطرية لم يتم الإعلان عنهم بها، إلا أنه بالبحث تم التوصل إلى أن هناك ضابطا في الصاعقة القطرية ويدعى جابر بن سالم آل مشعاب من أبرز الداعمين لداعش والداعشيين
فخلال جولة من البحث عن أحد المدرجين في قائمة الإرهاب، وهو محمد جابر سالم مشعاب، الذي بدت المعلومات عنه شحيحة، حيث لم يظهر بعضها سوى عبر شخصيتين حملتا ذات الاسم الخماسي، أحدهما ضابط في الصاعقة القطرية جبر بن سالم آل مشعاب وشقيقه محمد بن سالم آل مشعاب، الموظف في شركة قطر للبترول. ووفقاً لما تبين من خلال البحث في حساباتهما الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«إنستجرام»، يبدو فيما ظهر أن من صنف ضمن قائمة الإرهاب القطرية ليس إلا عمهما وهو «محمد جابر سالم مشعاب».
إلى جانب المشترك الذي جمع الأسماء الثلاثة بحملهم صفة «الشاعر»، كان تأييد ودعم الجماعات المتطرفة من بينها «داعش» و«القاعدة»، صفة أخرى جامعة.
غير أن الاسم الأبرز الذي يستحق التوقف عنده، رغم أنه لم يدرج ضمن القائمة القطرية هو ضابط الصاعقة القطرية الملازم أول جبر مشعاب.
بالحديث عن تغريدات الضابط في قوة الأمن الداخلي القطري، كان لافتاً في بادئ الأمر تواصله مع الشاب السعودي الشهير بلقب «السمبتيك» وهو سليمان السبيعي، أحد نجوم موقع التواصل الاجتماعي keek وذلك عقب التحاقه بتنظيم داعش للقتال في صفوفه، قبل أن يعود أدراجه إلى السعودية ويسلم نفسه للسلطات الأمنية.
وقد بادر الضابط القطري الذي كان يحمل حينها رتبة الملازم في صاعقة الخويا في تغريدات متتالية له، مؤرخة في 13 أغسطس 2013 بتهنئة الشاب السعودي «السمبتيك»، بانضمامه إلى صفوف داعش، مرسلاً له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «الذهاب إلى هذا المكان توفيق من الله ولكن احمدوا ربكم الذي أخرجكم لأشرف مكان للجهاد فوالله ثم والله إن هذا شرف الدنيا والآخرة كفو».
وألحق بها تغريدة أخرى موجهة كذلك للسمبتيك قال فيها: «أشهدنك طيب يالسمبتيك يكفي أن اسمك على العالم شهر سقت نفسك في رضى ربك، عليك باللسان والعتاد وبالظهر حفظك الله ياعدو الرافضة».
السمبتيك السعودي
يشار إلى أن الملقب بـ«السمبتيك» كان قد صدر بحقه من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة بمحافظة جدة، في يوليو 2015، حكم قضائي بالسجن 5 سنوات والمنع من السفر لمدة 6 سنوات، بعد ثبوت إدانته بالسفر إلى سوريا، للمشاركة في القتال هناك، والانضمام إلى تنظيم داعش والتدرب في معسكراتهم والقتال في صفوفهم
بالمقابل لم يتوانَ ضابط الصاعقة القطري، بتقديم التهنئة لأحد قتلى أبناء أسرته، والذي لقي مصرعه خلال قتاله ضمن صفوف «داعش» وهو القطري: «عبد المحسن ابن حزام النديله المري» قائلا: «فخر تفخر بك الأمة يا عبد الله وذات البين، عسى يقبلك ويشفعك في كل أهل بيتك تروح النفس والدنيا وما تملك، ويبقى الدين نحسبك والحسيب الله وفيت وهذي أمنيتك»
ومن بين ما جاء في تغريداته الداعمة للتنظيمات المتطرفة قال: «قرب وقت الحصاد اللهم احفظ المجاهدين في سبيلك من مكر الماكرين، اللهم إن أرادوهم الأشرار بسوء فأعم بصائرهم وضلل أهدافهم ورد كيدهم في نحورهم»، وفي تغريدة أخرى له قال: «أبشركم المجاهدين استولوا على نصف الجيش (..) وهم الآن في شارع بغداد في نصف دمشق، لهذا أطلق الكيماوي لإنقاذ نصف الجيش وهذه نهايته». وفي جملة ما اطلعنا عليه من تغريدات الضابط في قوى الأمن الداخلي القطري، كانت إشادته بـ«حجاج العجمي»، أحد أبرز ممولي التنظيمات المتطرفة بسوريا، والمصنف على قوائم الإرهاب الدولية وكذلك على قائمة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، داعياً في إحدى تغريداته إلى متابعة حساب العجمي قائلاً: «ياللي اتابع تابع الشيخ حجاج اللي يوردها على المهلكتاي.. عجلن على الفزعات سبعن إلى داج.. ستر العذارى اللي غدن في الشتاتي، كفو».
وأضاف في تغريدة أخرى: «يا سلامي على حجاج وأمثاله جعل ربي يبارك في مساعيه.. يدعم أهل الجهاد ويصل أمواله.. لابس الكفن من تحت أبوليه.. بيض الله وجهك كفو».
أما شقيق ضابط الصاعقة القطرية وهو «محمد آل مشعاب»، والذي يعمل في شركة قطر للبترول، ففضل الاحتفاء بعدد ممن التحقوا بالقتال إلى جانب تنظيم داعش في سوريا، من ذوي قرابته، وذلك عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «إنستجرام»، ففي 14 يوليو 2014 كتب إلى جانب صورة لأحد مقاتلي داعش القطريين في ساحات القتال، قائلا: «المجاهد في سبيل الله سعد بن صالح الشماله آل سنيد ذهب الأسبوع الماضي إلى أرض الله الشام اللهم أنصره واحفظه ورده الينا سالم غانم إلى أرض الوطن».
وفي احتفاء آخر كان في 2 يوليو 2014 كتب: «المجاهد سالم محمد راشد الشماله آل سنيد في أرض الشام الله ينصره ويرده سالم».
بالمقابل توعد «راشد آل مشعاب» وهو أحد أبناء عمومة الضابط القطري، خلال حديث جمع بينه وبين قريبه الداعشي «سالم الشماله» المتواجد حينها في سوريا، عبر حسابه في «تويتر»، كلاً من السعودية والبحرين، بتنفيذ عمليات إرهابية قائلاً في أبيات من الشعر الشعبي: «مرحبا ي صاحبي أبو المغيرة يالشجاع اللي توردها ثمودي.. جعل يسقى لاوصلتو للجزيرة صوب حد ابن خليفة والسعودي».
الدواعش القطريون
في السياق نفسه، كان لافتاً ما تكشف ومن خلال عملية البحث والرصد للحسابات القطرية الرسمية والموثقة، عن حجم التأييد والمناصرة العلنية، أكانت على صعيد الحسابات الرسمية القطرية أو الشعبية، للتنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق وتحديداً تنظيم «داعش».
فإلى جانب القصة الشهيرة للضابط القطري قائد القوات الخاصة حاليا حمد بن فطيس المري، أحد أبرز الشخصيات ضمن قائمة الإرهاب، والذي قاد مجموعة من المقاتلين قرب طرابلس، وخرج لحظة دخول المنطقة الخضراء بعد إسقاط حكم القذافي، أمام وسائل الإعلام برفقة القائد العسكري عبد الحكيم بلحاج، القائد الميداني السابق في تنظيم القاعدة في ليبيا، وأمير الجماعة الليبية المقاتلة، والمتورط في انفجار أحد قطارات مدريد 2004، ظهر لـ«العربية.نت» كذلك ومن خلال حسابات قطرية، صورة جمعت ما بين مستشار وزير الدفاع القطري «علي بن سعيد آل حول»، و«علي بن صالح آل كحلة»، السجين القطري السابق لدى الولايات المتحدة، بعد أن أنهى محكوميته بالسجن 15 عاماً في الولايات المتحدة، وإدانته عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر بدعم تنظيم القاعدة في 2003 والإفراج عنه في 2015.
إلى جانب ذلك، كان ما كشف عنه النائب عن حزب مشروع تونس مروان فلفال في فبراير الماضي، باتهامه أحد الضباط القطريين في شراء ذمم بعض الأطراف التونسية، بعد كشفه عن تحويلات بنكية مشبوهة للضابط القطري تعود إلى سنة 2014، وذلك وفقاً لمراسلة حديثة صادرة عن لجنة التحليل المالي في البنك المركز التونسي، وموجهة إلى مجلس النواب أشارت إلى شبهات بتورط عسكريين ومدنيين، انتفعوا بأموال كبيرة سحبت من حساب بنكي باسم القوات المسلحة القطرية، المتفرع عن حساب باسم سفارة قطر بتونس.
فمن بين إصدارات تنظيم داعش الذي حمل عنوان «شهداء من قطر» بث عبر منصاته الدعائية المختلفة في 2014، أعلن فيه عن أسماء 8 قطريين، و5 من الجنسيات العربية مقيمون سابقاً في الدوحة، قتلوا جميعاً في إحدى معارك التنظيم، وهم: عبدالله بن عبدالمحسن آل بصيص «أبو الزبير»، ومحسن بن حزام المري «أبو الدرداء»، ومطلق الهاجري «أبو عمر»، وحمد مقلد المريخي «أبو عبيدة»، وعلي عايد الأحبابي «أبو طالب»، وعلي سالم المري «أبو محجن»، وعمر الهزاع «أبو حمزة»، وصالح الكلدي.
ومن بين من تركوا العيش في قطر للقتال في صفوف داعش، أبو البراء المصري «داعية وإمام مسجد في قطر»، وأبو قلب التونسي، وأبو عوف المصري، وأبو البراء التونسي، وأبو عبدالله الشامي.
إضافة إلى ذلك، كانت الشخصية الأبرز من يعرف بلقب «أبو عبدالعزيز القطري» واسمه الحقيقي محمد يوسف عثمان (أردني - فلسطيني الأصل) شارك في قتال الاتحاد السوفييتي، وانتقل بعدها إلى العراق واستقر هناك، مشاركاً في تأسيس جماعة أنصار الإسلام وفي العام 2003 لينضم بعدها للعمل مع أبو مصعب الزرقاوي، وانتقل بعدها للإقامة في قطر، وبحسب ما جاء في إصدار «سلسلة جبهة ثوار سوريا» الذي تم تخصيصه لذكر «مآثر» أبو عبدالعزيز القطري فقد: «عمل من قطر في دعم المجاهدين مادياً ولوجستياً» قبل انتقاله من قطر إلى سوريا في 2011 للانضمام إلى حركة أحرار الشام، ثم إلى جبهة النصرة مشكلاً بعد ذلك ما يعرف بجماعة جند الأقصى.
كذلك كان الإرهابي طارق الحرزي المكنى بـ«أبي عمر التونسي»، الذي دخل العراق لينضم إلى صفوف الجماعات المتطرفة في 2003، قبل أن يلقى حتفه في غارة للتحالف عام 2015 في الشدادي بمحافظة الحسكة، شمال شرق سوريا.
وكانت قد كشفت وزارة الخزانة الأميركية في 2014، عقب إدراج الحرزي على قائمتها بوصفه إرهابياً عالمياً، ورصدها مكافأة قدرها 3 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، عن حصوله على مليوني دولار من مؤسسة عيد الخيرية وقام بنقلها إلى تنظيم داعش في 2014، ليصبح أحد أبرز الوسطاء بين قيادة تنظيم داعش والممولين في قطر.
وبحسب بيان وزارة الخزانة، فإن الحرزي الذي كما وصفته بـ «أمير المفجرين الانتحاريين»، قام بتسهيل عملية مرور المقاتلين الأوروبيين إلى تركيا، ومن ثم إلى سوريا، ليتم تعيينه أميراً على المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا.