اعتداءات الحوثي وتآمر الإخوان.. رصاصتان تصنعان أعباءً إنسانية
تتجه الأمور في محافظة مأرب، إلى مزيد من التعقيدات الإنسانية والعسكرية بشكلٍ ربما يكون غير مسبوق، وذلك بالنظر إلى المزيد من الجرائم الغادرة التي ترتكبها المليشيات الحوثية، وذلك بعد تآمر المليشيات الإخوانية على هذه الجبهة.
ففي تحذيرات تبرهن على الحجم الكبير من الخطر الذي يحاصر السكان هناك، عبَّر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، عن قلقه من التصعيد العسكري في مأرب، محذرًا من تداعياته المحتملة على الأوضاع الإنسانية.
المسؤول الأممي قال إنَّ أي هجوم عسكري على مأرب يضع مليوني مدني في خطر، وينذر بنزوح مئات الآلاف، مشيرًا إلى عواقب إنسانية لا يمكن تصورها.
وأضاف: "حان الوقت الآن للتهدئة، وليس مضاعفة المزيد من البؤس للشعب"، مشيرًا إلى اعتزامه تقديم إحاطة في مجلس الأمن عن الموقف يوم الخميس المقبل.
هذه التحذيرات الأممية المخيفة صدرت في أعقاب تكثيف المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران هجماتها الصاروخية على محافظة مأرب لاستهداف مواقع مدنية وسكنية مكتظة.
وكانت المليشيات الإخوانية الإرهابية قد أقدمت على تسليم جبهة مأرب للحوثيين، في وقتٍ تعمل فيه المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لنظام الشرعية على التحشيد ضد الجنوب بغية احتلال أراضيه.
إقدام المليشيات الإخوانية على ممارسة هذا التآمر الخبيث أمرٌ ترمي من خلاله إلى توطيد علاقاتها مع الحوثيين، وذلك ضمن تنسيقهما المشترك في العدوان على الجنوب.
وبالتالي، فإنّ الإرهاب الذي يمارسه الحوثيون، والتآمر الذي ينفّذه الإخوان، عنصران رئيسيان في تفاقم الأعباء على السكان من حيث الأهوال الإنسانية أزّمت الوضع المعيشي بشكل كبير.
الدليل على ذلك أنّ مليشيا الإخوان التابعة لنظام الشرعية وهي تسلِّم الأراضي للحوثيين، فهي تجبر قطاعات عريضة من السكان للنزوح من هذه المناطق.
المثير للقلق أنّ المليشيات الإخوانية الإرهابية وهي تجبر السكان على النزوح على هذا النحو، فهي تتسبّب في إغراق الجنوب بتكدسات بشرية من النازحين، وهو ما يثقل كاهله بالكثير من الأعباء سواء المجتمعية والمعيشية أو الأمنية.