الأهمية الاستراتيجية لتحرير الخوخة في عملية السيطرة على مدينة الحديدة وباب المندب (تقرير)

السبت 7 إبريل 2018 11:03:40
الأهمية الاستراتيجية لتحرير الخوخة  في عملية السيطرة على مدينة الحديدة وباب المندب (تقرير)
المشهد العربي - قسم الرصد والمتابعة

منذ الثامن من ديسمبر، أصبحت الخوخة أول مديرية في محافظة الحديدة تحت سيطرة التحالف العربي والقوات العسكرية الموالية للشرعية، حسب تأكيد قادة ميدانيين ومصادر إعلامية عسكرية تحدثت لـصحيفة «الاتحاد» الإماراتية، مؤكدين اقتراب تحرير «التحيتا» و«الجراحي» وهي المديريات التالية للخوخة، وتحرير الخوخة الذي جاء بعملية خاطفة سار وفق خطة أعدها الرئيس عبدربه منصور هادي، وأشرف على تنفيذها التحالف العربي وقيادة المنطقة الرابعة ووحدات الجيش والمقاومة، وشاركت فيها قوات من الجيش والمقاومة الجنوبية والمقاومة التهامية، وبإسناد جوي ودعم عسكري من التحالف.

وعبر عدد من المسؤولين اليمنيين عن شكرهم لدول التحالف والقوات المسلحة الإماراتية بوجه خاص، وأشاروا إلى أن تحرير مديرية الخوخة، أولى مديريات محافظة الحديدة اليمنية الواقعة على الساحل الغربي، يعد مفتاح تحرير كامل محافظة الحديدة، والتي بالسيطرة عليها وعلى مينائها الاستراتيجي المهم، ستكون بمثابة عملية خنق كامل لشريان الإمداد بالسلاح للميليشيات الحوثية، الأمر الذي سيؤدي إلى عزل ميليشيات الحوثي بحرياً، وتعزيز الأمن والسلامة في ممر الملاحة الدولية بباب المندب.

التوغل في الخوخة
معركة تحرير مديرية الخوخة جاءت نتاجاً لعمليات التوغل التي قامت بها القوات العسكرية والمقاومة الجنوبية على تخوم المديرية، وتحديداً التوغل في مناطق «يختل» وشرقاً باتجاه مرتفعات «معسكر خالد»، كما أفاد محمد النقيب المتحدث الرسمي للمنطقة العسكرية الرابعة، وتتمركز القوات العسكرية - في كل من عدن ولحج وأبين والضالع وتعز - وبدأ النقيب حديثه لـ «الاتحاد» بتوجيه التحية للقوات العسكرية والمقاومة وقوات التحالف، سيما الإمارات. وقال: «في البداية نتوجه بالتحية إلى أبطال المقاومة والجيش الوطني صناع النصر الذي يتمدد بوتيرة يومية في جبهة الساحل الغربي، ونتوجه بالشكر والامتنان لقوات التحالف العربي التي شاركتنا معارك الانتصارات بجبهة الساحل الغربي، من خلال الدعم اللوجستي والإسناد الجوي، وكذلك بالقوات على الأرض، خاصة القوات الإماراتية».

وفيما يخص معركة السيطرة على مديرية الخوخة، قال محمد النقيب: «تعلمون أن قوات الجيش الوطني ممثلة بألوية العمالقة والمقاومة الجنوبية، والتي كانت قد بسطت سيطرتها على المخا في عملية الرمح الذهبي، وبعد أن توغلت في المناطق المتاخمة لمديرية الخوخة شمال المخا، وتحديداً في منطقة يختل، وسيطرت على معسكر خالد في الاتجاه الشرقي ومرتفعات أخرى ذات أهمية استراتيجية خلال عملية تطهير الخوخة من الميليشيات الحوثية الانقلابية».

معركة التحرير
ووفق خطة أعدها الرئيس هادي وأشرف على تنفيذها التحالف العربي وقيادة المنطقة الرابعة ووحدات الجيش والمقاومة، سارت معركة تحرير الخوخة معتمدة على عنصر المفاجأة والهجوم من محورين، حسب ما كشف عنه المتحدث باسم المنطقة العسكرية الرابعة محمد النقيب، في حديث خص به «الاتحاد» قائلاً: «حسب الخطة التي أعدها رئيس الجمهورية، وتشرف على تنفيذها قوات التحالف وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة وقادة الوحدات المشاركة من الجيش والمقاومة الجنوبية، تم تنفيذ عملية عسكرية نوعية خلال الأيام القليلة الماضية بدعم وإسناد كبيرين من قوات التحالف العربي، وبمشاركة فاعلة من أبطال المقاومة التهامية، للسيطرة على أولى مديريات محافظة الحديدة، الخوخة».

وقال النقيب: «كانت العملية قد سارت وفق تكتيك عنصر المفاجأة والضربات الخاطفة، ووفق الاستراتيجية العسكرية الشاملة، ومن محاور عدة، منها محور الهاملين والحرزين شرقاً، ومحور يختل، وحي سالم ورويس الساحلية، وهو ما أربك الميليشيات الانقلابية وكبدها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، فتوغلت القوة العسكرية من ألوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية والجنوبية إلى داخل مديرية الخوخة، وتبسط سيطرتها بشكل كامل على المديرية التي كانت تمثل للميليشيات الانقلابية منطقة مهمة».

محاور الهجوم
كانت الخطة التي اتبعتها القوة العسكرية من ألوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية في معركة تحرير مدينة الخوخة، فعجلت وفي غضون أيام بسقوط مديرية الخوخة، ودحر ميليشيات الحوثي منها، وتكبيدها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

وكشف قائد العمليات في جبهة الساحل الغربي عبدالرحمن المحرمي «أبو زرعة»، عن تفاصيل خطة معركة تحرير الخوخة الاستراتيجية المهمة، وقال إن التقدم كان عرضياً وعلى محورين باتجاه الخوخة المحور الأول الساحلي، أي التقدم على الشريط الساحلي، والمحور الآخر كان الشرقي نحو المرتفعات، حيث تمكنت فيها المقاومة الجنوبية والجيش الوطني بمشاركة مقاومة تهامة وإسناد ودعم التحالف من السيطرة على المناطق المتاخمة لمديرية الخوخة، ومنها «الزهاري» و«حسي سالم» و«رويس».

وأضاف عبدالرحمن المحرمي: «من اتجاه محور المرتفعات الشرقية، تمكنت قوات الحملة العسكرية من السيطرة على أربعة مرتفعات، منها مرتفع «الكبايا» و«حرزين» في منطقة «الهاملي» المطل على قرية «النجيبة»، عوضاً عن تطهير مناطق زراعية وأودية محاذية من ميليشيات الحوثي، وهذا التقدم ساعد قواتنا على تثبيت مواقع ذات أهمية استراتيجية للعملية العسكرية، قبل أن تتقدم وتسهم إلى جانب القوات المتقدمة من المحور العسكري لتشكل كماشة على الخوخة، ومن ثم اقتحامها والسيطرة عليها بحلول يوم الجمعة 8 ديسمبر الماضي وتطهيرها من ميليشيات الحوثي».

تأمين الملاحة
وتمثل السيطرة على الخوخة أهمية كبرى، حيث تعد خطوة أولى نحو عزل ميليشيات الحوثي بحرياً، وإنهاء إمدادها بالسلاح، وقبل هذا تأمين ممر الملاحة الدولية في باب المندب، وعن أهمية تحرير الخوخة يعود محمد النقيب للقول: «تكمن أهمية السيطرة على مديرية الخوخة لكونها ملتقى خطوط التحرك والإمداد للميليشيات الحوثية، ولكونها منطقة ساحلية توجد فيها منافذ وموانئ بحرية استخدمتها المليشيات لتموين نفسها بالسلاح المهرب عبر البحر، عوضاً أن عملية التحرير تأتي في سياق تأمين الملاحة البحرية التي لطالما تعرضت لهجوم همجي من قبل الميليشيات الحوثية»، موضحاً أن معسكر أبو موسى الأشعري الذي تم السيطرة عليه ويبعد عن الخوخة 10 كيلو مترات، يعتبر ثاني أهم معسكرات الدفاع الساحلي في اليمن، وكانت الميليشيات قد استخدمته لتهديد خط الملاحة البحري عبر استهداف سفن تجارية بهجمات صاروخية، منها سفينة إماراتية كانت تقل مساعدات إنسانية وناقلة نفط، وسفينتان أميركيتان استهدفتا في أوقات متفاوتة هذا العام، وغيرها.

وأضاف: «تكمن الأهمية أن تحرير الخوخة يأتي في سياق التحرير الكامل للساحل الغربي، وصولاً إلى ميناء الحديدة والصليف لتضييق الخناق على الميليشيات الانقلابية، وحصرها في أضيق نطاق، فاقدة كل شرايين الإمدادات».

دور ريادي للقوات الإماراتية
ولعبت القوات المسلحة الإماراتية دوراً ريادياً في العمليات العسكرية على جبهات الساحل الغربي ومختلف الجبهات في المواجهات مع ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، حيث تشرف على العمليات في الساحل الغربي وتدعم القوات المشاركة. وثمن المتحدث باسم المنطقة العسكرية الرابعة، الجهود الريادية لقوات التحالف العربي، سيما القوات المسلحة الإماراتية التي قدمت وتقدم دعماً عسكرياً لا محدود على الصعد كافة، وفي مختلف المحاور والجهات، عوضاً عن مشاركتها في ميادين الشرف والبطولة إلى جانب الأشقاء، والتصدي لميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وتقدم التضحيات للتصدي للمشروع الفارسي. وشكر القائد عبدالرحمن المحرمي «أبو زرعة» التحالف العربي ومقاومة تهامة والأبطال الذين يحرزون انتصارات عظيمة في جبهة الساحل الغربي وكل الجبهات، مثمناً الدور البارز للقوات المسلحة الإماراتية في هذه المعركة وكل المعارك. جدير بالذكر، أن قوات الجيش والمقاومة وإسناد التحالف، تواصل عملية السيطرة والتطهير، ووصلت إلى مديرية التحيتا، ثانية مديريات الحديدة، وتتجه نحو الشرق في مديرية حيس، إلى جانب سيطرتها على معسكر أبو موسى الأشعري.