متى يُغير المجتمع الدولي استراتيجية تعامله مع الحوثيين؟

الجمعة 5 مارس 2021 18:01:00
متى يُغير المجتمع الدولي استراتيجية تعامله مع الحوثيين؟

رأي المشهد العربي

على مدار ست سنوات ماضية لم تتعرض المليشيات الحوثية لضغوط دولية تجبرها على وقف جرائمها تجاه المدنيين، باستثناء قرار تصنيفها منظمة إرهابية والذي لم يستمر سوى أسابيع قليلة وتراجعت الإدارة الأمريكية الجديدة عنه سريعا، وهو ما تسبب في زيادة وتيرة العمليات الإجرامية التي أدت إلى أسوأ كارثة إنسانية في تاريخ العالم الحديث في اليمن، بل إنها تمددت لتشمل دولا أخرى، في إشارة إلى سعى المليشيات لتمديد جرائمها إقليميا.

حينما نتحدث عن ضرورة تعامل المجتمع الدولي مع المليشيات الحوثية فإن ذلك لا يعتبر ضعفا أو عدم قدرة على مجابهة العناصر المدعومة من إيران، لأن التحالف العربي استطاع أن يُفسد مخطط طهران بتحويل اليمن إلى ولاية إيرانية، كما أن الجنوب استطاع بسرعة أن يتخلص من الاحتلال الحوثي في غضون أشهر قليلة، ومازالت المليشيات تتعرض لخسائر يومية فادحة بفعل ضربات التحالف العربي المركزة التي تصيبها.

غير أن الدعم الذي تتلقاه المليشيات الحوثية بصورة غير مباشرة هو ما يؤدي إلى استمرار جرائمها حتى الآن، إذ أن هناك تحالفا قائما الآن بين الحوثي والإخوان ويشكل أحد أهم أسباب استمرار الحرب في اليمن حتى الآن، لأنه يقوم بالأساس على تنسيق إقليمي بين قطر وتركيا وإيران، وبالتالي فإن تسليط الضوء على الحوثي فقط يجعل هناك طرفا آخر يمضي في طريقه نحو ارتكاب جرائم ضد المدنيين من دون أن يعاني أي ضغوطات خارجية.

وكذلك فإن المليشيات الحوثية تتلقى دعما غير مباشر من مبعوثي الأمم المتحدة إلى اليمن والذين تولوا هذا المنصب على مدار السنوات وآخرهم مارتن غريفيث، إذ كانت مواقفه المهادنة للحوثيين سببا مباشرا في تصعيد الجرائم وتوالي وصول الدعم إليها من القوى الإقليمية المعادية التي لم يطالها أي إدانة ولو حتى تلميحا منذ أن تولى منصبه، ما يجعل عمليات تهريب السلاح والمال والنفط المستخدم في الآلات العسكرية يصل إلى المليشيات الحوثية بكل سهولة.

الأمر ينطبق أيضا على مجلس الأمن الدولي الذي لم يفرض أي عقوبات حتى الآن على المليشيات الحوثية في حين أن هناك مئات الأدلة على ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين العزل، ويكتفي بالإدانة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، ودائما ما تتلقى المليشيات المدعومة من إيران إشارات بالاستمرار في جرائمها لأنه لا أحد يتطرق إلى تلك الجرائم ولو على سبيل محاولة التوصل إلى حقيقة مرتكبها وفضحه وتوجيه العقوبات إليه أمام المجتمع الدولي.

يكشف توالي استهداف المليشيات الحوثية للمملكة العربية والتي كان آخرها اليوم الجمعة، بعد أن تمكن التحالف العربي من اعتراض ست طائرات مسيرة أطلقتها مليشيات تجاه خميس مشيط جنوب المملكة العربية السعودية، على ضرورة تغيير استراتيجية تعامل المجتمع الدولي مع العناصر الإيرانية وإن لم يحدث ذلك فإنه سيعبر عن تواطؤ واضح ومفضوح بعد أن تجاوزت المليشيات جميع الخطوط الحمراء.