مظاهرات لحج.. رسالة غضب جنوبية في وجه احتلال الإخوان
لم يكن سوء الخدمات هي السبب الأوحد لانتفاضة أبناء محافظة لحج ضد المحافظ الإخواني أحمد تركي، بعد أن كان قراره بتسييّر قافلة غذائية من ممتلكات المحافظة لتمريرها إلى المليشيات الإخوانية الإرهابية، الأسبوع الماضي، سببا في غضب عارم في المحافظة ازداد اشتعالا على إثر أزمة الكهرباء التي تفاقمت خلال الأيام الماضية.
يرفض أبناء الجنوب مشاريع احتلال الإخوان ويقفون ضدها حتى وإن كلفهم ذلك حياتهم، لأن الدفاع عن القضية الجنوبية فريضة يؤمن بها الصغار قبل الكبار، تحديدا بعد أن رسخ المجلس الانتقالي ذلك في عقولهم باعتباره ممثلا عنهم واستطاع أن يحصد العديد من النجاحات على المستويات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية وأفسح المجال أمام طرح القضية على طاولة المجتمع الدولي استباقا لاستعادة الدولة المنشودة.
بعث أبناء محافظة لحج رسالة مفادها أنه لن يكون مقبولا السكوت مجددا على حرب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية ضد أبناء الجنوب، وأن التمادي في استفزاز أبناء المحافظة من خلال توجيه مقدراتهم لدعم المشاريع المعادية لن يتم السكوت عنه مجددا، كما تشكل حالة الغضب الحالية رسالة تحذير للمليشيات الإخوانية بأن مشروعها لن يمر في الجنوب.
وكان الإخواني تركي قد اتخذ قبل أسابيع سلسلة قرارات تضمّنت تعيينات لعناصر إخوانية في مواقع إدارية مهمة، في خطوة لاقت رفضًا شعبيًّا جارفًا كما قوبلت باعتراض شديد من قِبل القيادة السياسية الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي، وهو ما يمهد الطريق أمام معارضة جنوبية أوسع على تلك الممارسات خلال الأسابيع والأيام المقبلة.
واحتج مواطنو مديرية الحوطة في لحج، اليوم الأحد، على تدهور الأوضاع المعيشية في المحافظة، وانهيار منظومة المرافق والخدمات وعلى رأسها قطاع الكهرباء، وأضرم المحتجون النار في إطارات السيارات على الطرق الرئيسية والفرعية، وتوقفت حركة المرور بين أنحاء لحج والمحافظات المتاخمة لها.
ونددوا بدور محافظ لحج الموالي للإخوان المدعو أحمد تركي في خلق الأزمات بالمحافظة لتأزيم المشهد اجتماعيًا واقتصاديًا وضرب الاستقرار في لحج، استباقًا لتطبيق بقية التزامات اتفاق الرياض.
وكذلك احتج مواطنون بمديرية تبن في محافظة لحج، على استمرار انقطاع الكهرباء، بقطع طريق الحسيني، وأقدم المواطنون على تلك الخطوة بعد مرور 4 أيام على انقطاع الكهرباء عن المحافظة بشكل تام، وسط صمت محافظ لحج الموالي لمليشيا الإخوان الإرهابية المدعو أحمد عبدالله تركي.
حرم انقطاع التيار الكهربائي في محافظة لحج، آلاف الأسر في مناطق مديرية تبن من المياه، وقال مواطنون لـ"المشهد العربي"، إن انقطاع الكهرباء أوقف الآبار عن العمل، ما تسبب لهم في معاناة كبيرة للبحث عن المياه.
ونوهوا إلى أن احتياجاتهم للمياه دفعتهم إلى شراء وايتات بأسعار خيالية، فاقت قدرات الكثير منهم وضاعفت من معاناتهم الاقتصادية، وحملوا سلطة محافظة لحج الإخوانية، مسؤولية معاناتهم المُستمرة مع عدم توفير الكهرباء على مدار ثلاثة أيام.
واستمرارا للأوضاع الفوضوية بالمحافظة، استهدف مجهولون، اليوم الأحد، منزل أحد المواطنين في منطقة النوبة بمديرية تبن بمحافظة لحج، بقنبلة صوتية، وأوضح شهود عيان لـ"المشهد العربي"، أن المجهولين قاموا بإلقاء القنبلة الصوتية على منزل المواطن عبدالكافي المومني، قبل أن يسارعوا بالفرار من المكان.
ولفتوا إلى أن الاستهداف كان الثاني للمنزل، بعدما جرى استهدافه يوم السبت الماضي، مشيرين إلى أن أهالي المنطقة أصيبوا بحالة ذعر جراء الواقعة، التي لم ينتج عنها أية خسائر مادية أو بشرية.
