الطائفية الحوثية.. سموم المليشيات التي تملأ العنان
آبت المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، أن يمر اليوم العالمي للمرأة من دون أن تنسج خيوطًا من الطائفية التي سادت على هذا الفصيل المارق.
الحديث عن منع مليشيا الحوثي الإرهابية إقامة احتفالية بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي حل أمس الاثنين "الثامن من مارس".
مصدر حقوقي أطلع "المشهد العربي" على مزيدٍ من التفاصيل قائلًا إنَّ المليشيات المدعومة من إيران رفضت السماح بإقامة فعالية احتفالية كان يخطط اتحاد نساء اليمن لإقامتها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
وبحسب المصدر، فإنَّ ما يُسمّى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية التابع للمليشيات رفض منح الاتحاد ومنظمات نسوية تصاريح بإقامة فعاليات تحيي اليوم العالمي للمرأة.
ووجّهت مليشيا الحوثي الإرهابية، وفق المصدر، تحذيرًا إلى اتحاد نساء اليمن ومنظمات نسوية وحقوقية من إقامة فعاليات احتفالية بيوم المرأة العالمي، واعتبرته من الثقافة الغربية.
الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون في هذا الصدد لا تثير أي استغراب بأي حالٍ من الأحوال وذلك بالنظر إلى حجم الطائفية الشديد الذي اتسمت به المليشيات الإرهابية على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.
وهناك الكثير من الوقائع التي برهنت على حجم هذه الطائفية الحوثية الخبيثة، بينها مثلًا واقعة حدثت قبل أيام عندما اقتحمت عناصر حوثية مسلحة فرعين لمعهد تعليم لغات في صنعاء بدعوى أنّ اسمه لا يتوافق مع الهوية الإيمانية.
وفي تفاصيل هذا الاعتداء، اقتحمت عناصر المليشيات الحوثية فرعي المعهد الأمريكي الفرنسي في منطقتي مذبح وشمال للمطالبة بتغيير اسمه، وطالبت بإنزال لوحة المعهد الذي يعمل منذ أكثر من عشر سنوات في تعليم اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ورفضت الاسم الغربي، بزعم أنّه شكل من أشكال الولاء لأمريكا وفرنسا.
اللافت أنّ المليشيات لم تكتفِ بهذا العمل الطائفي، لكنّها عملت على ابتزاز إدارة المعهد للحصول على مبالغ مالية كبيرة للمغادرة دون تغيير الاسم، وتوعدت بالعودة لتغيير الاسم على الرغم من الحصول على مبلغ مالي كبير.
الطائفية الحوثية كانت حاضرة في واقعة أخرى، كان مسرحها محافظة صنعاء أيضًا التي شهدت حملة موسّعة شنّتها المليشيات على أسواق بيع الملابس في صنعاء لمصادرة مجسمات العرائس البلاستيكية المخصصة لعرض الملابس.
واقتحمت عناصر مليشيا الحوثي المحال وصادرت المجسمات البلاستيكية بحجة أنها أصنام، وتثير الغرائز الجنسية، وكذا مخالفة لما تسميه المليشيات الهوية الإيمانية وتعمل على تأخير النصر.
واقعة شهيرة أخرى برهنت على حجم الطائفية الحوثية تمثّلت في قرارٍ أصدرته وزارة التعليم العالي في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" تضمّن تعليمات مشددة إلى الجامعات الحكومية والخاصة بخصوص لباس الطالبات.
ونصّت التعليمات الحوثية على إلزام الطالبات بـ"عدم لباس البالطوهات المفتوحة أو القصيرة ومنع إظهار جزء من شعر الرأس ومنع الملابس الضيقة"، وطالبت بفرض قيود على الطالبات ومنع الاختلاط.
كل هذه الممارسات الحوثية، وغيرها كثير، تبرهن على حجم الطائفية الخبيثة التي غزت معسكر المليشيات بشكل كبير للغاية، ومدى الكلفة الباهظة التي يتكبّدها السكان من جرّاء هذا الإجرام واسع النطاق.
ويمكن القول إنّ الطائفية الحوثية هي سياسة منظمة تتبعها المليشيات، لا تتوقّف عند حد ممارسات واعتداءات ترتكبها المليشيات ضد السكان، بقدر ما هي سموم تحرص على غرسها في الشباب وصغار السن من أجل تفخيخ عقولهم بهذه الأفكار المسمومة.