الاقتصاد البريطاني ينكمش بوتيرة صادمة

السبت 13 مارس 2021 18:17:51
الاقتصاد البريطاني ينكمش بوتيرة صادمة

انكمش الاقتصاد البريطاني بشكل صادم في يناير المنصرم، بفعل إجراءات مكافحة ‏كوفيد - 19، في حين تراجعت التجارة الخارجية بشكل قياسي مع خروج لندن من ‏السوق الأوروبية الموحدة.‏
وبحسب "الفرنسية"، انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 2.9 في المائة في كانون ‏الثاني (يناير) بعدما سجل تحسنا بنسبة 1.2 في المائة في كانون الأول (ديسمبر) ‏على ما أظهرت أرقام رسمية صادرة أمس عن مكتب الإحصاء الوطني.‏
وأوضح مكتب الإحصاء الوطني في بيان أن إجمالي الناتج المحلي تراجع بعدما ‏سجل تحسنا بنسبة 1.2 في المائة في كانون الأول (ديسمبر).‏
وتقلص الاقتصاد بنسبة 9 في المائة مقارنة بما كان عليه في شباط (فبراير) 2020 ‏قبل تأثير الجائحة.‏
وقال جوناثان اثو خبير الإحصاءات في المكتب "تلقى الاقتصاد ضربة قوية في ‏كانون الثاني (يناير) أتت أقل بقليل مما كان يخشاه البعض مع تضرر المتاجر ‏والمطاعم ومصففي الشعر والمدارس، بسبب قيود احتواء الفيروس".‏
وشدد على أن القطاع الصناعي سجل أول تراجع في الإنتاج منذ نيسان (أبريل) ‏ولا سيما في قطاع السيارات.‏
وكان إجمالي الناتج المحلي في بريطانيا تراجع بشكل قياسي العام الماضي بنسبة ‏‏10 في المائة ولا سيما أنها سجلت أكبر معدل وفيات في أوروبا. وسجلت بريطانيا ‏أكبر تراجع لاقتصادها بين الدول الصناعية السبع الكبرى.‏
ورأى بول دايلز من "كابيتال إيكونوميكس" أن كانون الثاني (يناير) "يفترض أن ‏يكون أسوأ شهر في العام، علما بأن حملة التلقيح وإعادة فتح الاقتصاد ستحفز ‏النشاط".‏
وأضاف "بحلول مطلع العام المقبل نتوقع أن يستعيد إجمالي الناتج المحلي مستوى ‏ما قبل الجائحة".‏
أعادت المدارس فتح أبوابها الإثنين الماضي في إنجلترا على أن تلحق بها المتاجر ‏غير الأساسية في 12 نيسان (أبريل) فيما يتوقع أن ترفع الحكومة القيود بالكامل ‏بحلول نهاية حزيران (يونيو).‏
من جهة أخرى، ظهرت تداعيات الخروج من الاتحاد الأوروبي جلية على أرقام ‏التجارة الخارجية التي نشرها مكتب الإحصاء الوطني أمس أيضا مع تراجع بنسبة ‏‏19.3 في المائة في صادرات السلع في كانون الثاني (يناير) بسبب انهيار ‏الصادرات باتجاه الاتحاد الأوروبي بنسبة 41 في المائة تقريبا.‏
وأضاف أنه "من حيث الأسعار والحجم هذا أقوى تراجع خلال شهر منذ أن بدأ ‏تسجيل هذه الأرقام في كانون الثاني (يناير) 1997".‏
ودخل الانسحاب الفعلي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في نهاية العام ‏الماضي.‏
وشدد المكتب على أن الأرقام المنشورة أمس "هي الأولى منذ نهاية المرحلة ‏الانتقالية بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي"، مشددا على أن الإغلاق أثر أيضا في ‏التجارة الدولية.‏
وقال المكتب "إن أرقام كانون الثاني (يناير) تعاني مقارنة غير مؤاتية مع الشهرين ‏السابقين عندما حصل إقبال على التصدير والاستيراد، لأن الشركات كانت تسعى ‏إلى تشكيل مخزونات تحسبا للخروج الفعلي من السوق الأوروبية الموحدة واحتمال ‏أن يتأثر النشاط مطلع 2021".‏
وعلى الفور خففت حكومة بوريس جونسون، مهندس "بريكست"، من أهمية هذه ‏الأرقام أمس، وقال ناطق باسمها "أدى مزيد فريد من العوامل يشمل تراكم ‏مخزونات العام الماضي والإغلاق المرتبط بكوفيد في أوروبا وتكيف الشركات مع ‏علاقتنا التجارية الجيدة، إلى تراجع لا مفر منه للصادرات إلى الاتحاد الأوروبي ‏في كانون الثاني (يناير) مقارنة بالمستوى الذي كان عليه قبل عام".‏
وأضافت أن "هذه الأرقام لا تعكس العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بالكامل ‏بعد "بريكست"، لقد استعادت كميات السلع المشحونة بين بريطانيا والاتحاد ‏الأوروبي مستواها الطبيعي في شباط (فبراير)".‏
وقالت داني هوسون الخبيرة الاقتصادية لدى "إيه جاي بل"، "يمكن أن ينسب جزء ‏من التراجع إلى الإغلاق وتراكم المخزونات والمشكلات المسجلة في بداية الخروج ‏من السوق الأوروبية الموحدة، لكن من الواضح أن العملية الانتقالية لـ"بريكست" لم ‏تكن سلسة".‏
وأضافت "ستراقب الأسواق من كثب إذا ما كانت المشكلات الحالية ستتحول إلى ‏تغييرات طويلة الأمد".‏
وكان بنك إنجلترا المركزي أكد الشهر الماضي أن اقتصاد البلاد سينكمش على ‏الأرجح 4 في المائة في الربع الأول من 2021، ما يرجع في الأغلب إلى أحدث ‏إغلاق، لكن أيضا بسبب الاضطرابات الناجمة عن قواعد جديدة لما بعد الانفصال ‏عن التكتل للتجارة مع الاتحاد الأوروبي.‏
وقال جوناثان أثو المسؤول في مكتب الإحصاءات الوطنية "التصنيع أيضا شهد أول ‏تراجع منذ نيسان (أبريل) مع انخفاض تصنيع السيارات بشكل كبير، لكن الزيادات ‏في الخدمات الصحية نتيجة توزيع اللقاح وتسارع الاختبارات عوضت جزئيا ‏الانخفاضات في صناعات أخرى".‏
وانكمش اقتصاد بريطانيا 1.7 في المائة في ثلاثة أشهر حتى كانون الثاني (يناير)، ‏وهو مستوى أقوى من متوسط التوقعات بانكماش 2.5 في المائة في استطلاع أجرته ‏‏"رويترز".‏