ضغوط أميركية هزيلة لا تصنع سلاما باليمن
بعد ست سنوات من الحرب أضحى الأمر واضحا بشأن الطريقة المثلى للضغط على المليشيات الحوثية نحو الجلوس على طاولة المفاوضات، ومن غير المعقول أنه بعد كل هذه السنوات لا يوجد دبلوماسية دولية تستطيع التعامل مع العناصر المدعومة من إيران وفقا للوقائع والمتغيرات السابقة، وأن الارتكان على نفس الأساليب التي فشلت سابقا أمر من الممكن وصفه بأنه تشجيع غير مباشر للمليشيات للتمادي في جرائمها بحق المدنيين.
ما ذهبت إليه الولايات المتحدة الأميركية أخيرا بشأن طرحها خيار وقف إطلاق النار الشامل في اليمن على نفس الأسس التي فشلت عليها الدعوات السابقة التي أطلقها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث يعد بمثابة تضييع للوقت كما أنها بذلك تفتح المجال لمزيد من المراوغات، لأنه من دون أن يكون هناك ضغوطات عسكرية وقانونية وعقابية ضد العناصر المدعومة من إيران فإنها لن تنصاع لأي دعوات.
كشف المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، اليوم الاثنين، أن لقاءه بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تطرق إلى سبل المضي قدما نحو وقف إطلاق نار شامل، غير أن التصريح المقتضب الذي أدلى به على موقع التدوين "تويتر" لم يتضمن أي تفاصيل عن محتوى هذه الدعوة وما هي الأسس التي سيكون عليها وقف إطلاق النار وهل من الممكن أن يكون هناك دعوة في المطلق لوقف إطلاق النار من دون أن يكون هناك مقدمات لإنجاحها؟
يبدوا واضحاً أن اليمن أمام جولة جديدة من المراوغات التي لن تصل إلى شيء، لأن حديث الولايات المتحدة وكذلك المبعوث الأممي عن ضرورة وقف إطلاق النار لم يسبقه أي قرارات ضاغطة على المليشيات تدفعها للانصياع إلى هذه المطالب، بل إنه يشكل إشارة خضراء جديدة للتمادي في جرائمها مثلما كان الوضع في أعقاب قرار إلغاء تصنيفها تنظيما إرهابيا، وبالتالي فإن المطلوب أن يكون هناك إستراتيجية مغايرة عن التي تم اختبارها من قبل في التعامل مع العناصر الإيرانية.
السياسية الأميركية الحالية بشأن التعامل مع المليشيات الحوثية لا تقوم على أي مرتكزات وبالتالي فإن التماهي مع الجرائم الحوثية لن يكون في صالح استقرار اليمن ومنطقة الشرق الأوسط بوجه عام، لأن العناصر المدعومة من إيران تدرك أن الضغوطات عليها هزيلة ولا يمكن مقارنتها بالضغوط التي مارستها الإدارة الأميركية السابقة.