حراج صنعاء الكبير

عندما غزت المليشيا الحوثية صنعاء وكانت قبلها تقترب شيئا فشيئا منها كان هناك من يتوقع معركة طاحنة لمنع استيلائها على العاصمة اليمنية على اعتبار انها عصابة طائفة مدمرة كان واضحا انها لن تجلب سوى الدمار والخراب وستدخل البلاد والمنظقة في دوامة الطائفية وستخلق الفوضى والعداء للدول المجاورة، عند ذاك الوقت كان حزب الاصلاح يسيطر على جزء كبير من السلطة ويمتلك مليشيات قوية رايناها تقاتل قوات الحرس الجمهوري في 2011 بكل قوة .
قلنا لن يدخلوا صنعاء لان فيها ابطال الاخوان وفرقتهم العظيمة التي يتم تسمينها منذ عقود للدفاع عن صنعاء .
اجتاحت عصابة الحوثي صنعاء وراينا مليشيات الاصلاح والفرقة التي كان يقال انها اسطورة واعتقدنا انها ستستدرج العصابة الحوثية ثم ستقضي عليها في نصف ساعة، ذلك ان قادة الاخوان والاصلاح يمتلكون من القوة والوطنية المفرطة التي ستمنعهم من ترك البلاد والعباد لعصابة طائفية مقيتة، غير اننا فوجئنا بتوقيع الاستسلام مبكرا عبر وثيقة الخضوع المسماة السلم والشراكة والتي كان واضحا انها وثيقة تسليم البلاد لملالي طهران وكهوف صعدة وصبيها الطامح بقوة للحكم الالهي .
وراينا ويا للعجب قادة الاخوان اليدومي والآنسي يهرعون الى مران لاعلان الولاء والطاعة لسيد الكهوف، لقد كانت تطورات دراماتيكية غير متوقعة للمراقبين للشان اليمني ولغير العارفين بتعقيدات المشهد في صنعاء وطبيعة المصالح المتداخلة بل والمتراكبة بين قادة القبيلة والسياسة والدين، لكنها لم تكن مستغربة لمن يعرفون تلك الطبيعة السيريالية المعقدة للناظر من خارج المشهد وشديدة السهولة لمن يعرف خيوط اللعبة ومحور الارتكاز الدي تطوف حوله تلك الاحزاب والقبائل ورجال الدين هناك.
للصورة زوايا اخرى تتحكم في سير الاحداث يسميها البعض اثما بالحكمة اليمانية ويسميها اخرون بلغة المصالح والمال والنفوذ وتوازن القوى الذي كان وراء وصول اليلاد الى حافة بل الى قعر الكارثة.انها بيوت المال والفساد
هناك شركات وتوكيلات ونفوذ ومليارات تحكم الامر في نهاية كل جولة.
قال الاصلاح والاخوان انهم استسلموا وفروا حرصا على عدم تدمير صنعاء، مقولة تخيلوا معي اننا صدقناها، على افتراض البلاهة، فنقول ماذا عن الوطنية ولماذا كنتم تبنون الجيوش وتشترون السلاح ؟ ولماذا لم تقولوا ذلك عن الجنوب في 94 ؟ طبعا بحسب قولكم انها ضمن بلدكم وذلك غير صحيح.
لماذا اجتحتم الجنوب ودمرتموه وقصفتمونا بالصواريخ وقطعتم عنا الماء لاشهر؟ اين كان حكمتكم اليمانية ؟ ام ان الجنوبيين يستحقون القتل وبلدهم يستحق التدمير ولا تنطبق عليهم حكمتكم؟.
على كل حال دعونا من ذلك الذي صار واصبح من الماضي وان كان هو اساس الحاضر، دعونا نلقي نظرة عن حالة (التبات والنبات ) التي يعيش فيها المال الاخواني الملياري في حضن الحوثيين وكيف ينعم بالامان ويكبر ويترعرع ويتربي في عز السيد .
كيف تعيش استثمارات ومليارات حميد ووكالات علي محسن وشركات اليدومي في كنف سادة الكهوف وارباب التباب العوالي التي يعجز جيش الاخوان عن بلوغ اقدامها منذ ثلاثة اعوام ؟
كيف يدير منصور الزنداني شقيق عبدالمجيد الزنداني اموال ومليارات اخيه بحراسة حوثية ويخزن في مجلس محمد على المقوتي الحوثي ؟
لماذا يتردد القيادي الاخواني الكبير ومرشح حزب الاخوان في احدى تمثيليات الانتخابات فتحي العزب على ذات المجلس وكل مجالس الحوثة وينسق بينهم وبين الاصلاحيين ليعيش الاثنان في وئام ويخلفان ارهابا وفسادا واجراما ؟
كيف حصلت مكاتب ومطابع الجيل المسجلة باسم الآنسي وهي احدى استثمارات جماعة الاخوان العالمية على الامتياز بطباعة ملازم آلهة الشر المقبور حسين الحوثي وكتب وكتيبات وشعارات الموت لعزراطيل وعميرطا واللحمة على اليهود ؟؟
كيف تعيش وتكبر استثمارات الاخوان الاخرى بحراسة وبعضها بادارة حوثية تحول الفوائد الى بنوك اسطنبول والدوحة عن شركة سبا فون وجامعة ومستشفى العلوم ومستشفيات المنار والامين والمجد ومئات المستوصفات التابعة لجماعة الاخون والتي تساهم بكل حماس في المجهود الحربي للحوثة ؟
الامر ينطبق على كل المدارس الاهلية تقريبا والتي تعود ملكيتها واصولها لجماعة الاخوان ومسجلة باسماء قادة حزب الاصلاح.
تلك امثلة تمثل نقطة في بحر المكر والخداع والفهلوة التي تموج بها صنعاء ومافيها وقد ذهبت الان باهلها ضحية هذا التزاوج الآثم بين اصنام الشر والفساد .
علاقات مجرمة وآثمة قد تكشف الستار عن بعض من عموض المشهد وتجيب عن تساؤلات لطالما حيرت كثيرا من الناس، انها المصالح ايها السادة، انها عائلات المال والفساد والارهاب، وكل ماحدث في السنوات الاخيرة ان هناك عائلات جديدة تريد ان تاخذ حصتها من الثروات والوكالات والاحتكارات وهاهي اليوم تفرض ذلك فرضا بعد ان سيطرت على العاصمة لكن ليس على شركات وثروات من تصفهم بالعملاء والارهابيين ؟
اتعلمون لماذا ؟
لان الحوثيين يريدون ان يديروا اموالا ومليارات ايرانية يسيطرون بها اقتصاديا في المستقبل ويعلمون ان القوة ليست دائمة وسياتي يوم تتغلب فيه بيوت المال الاخوانية عسكريا وحينئذ ستحمي اموال عصابات الحوثة كما حمت تلك العصابات اموال عصابة الاخوان .
انها لعبة الشمال، صندوق اسود وتراجيديا تبدو لمن يحاول ان يقراها لاول مرة كورقة كتبها مشعوذ تبلغ تسعين مترا من الطلاسم .
انه المال ياسادة والمصالح ياقادة ولتذهب صنعاء والشمال والجنوب ومايسمونه بالوطن الى الجحيم على ان تبقى بيوت الاخوان المالية وبيوت الحوثيين الناشئة في سوق حراج الاخلاق والقيم والشعارات والاوطان والدماء .
سيموت كثير من الناس وستبقى عصابة الحوثي تسند كتف عصابة الاخوان وسياتي يوم تستند فيه تلك بتلك
اذهب الى دولة تجد نشطاء الاخوان يجلسون في نفس المقهى ويدخنون نفس المعسل وربما يتقاسمون ذات الشقة وفي الليل يذهب احدهم الى استوديو قناة العالم الايرانية والآخر الى قناة الشرعية ثم يعودون ليتناولوا الجعة الحلال في احد البارات ووووو.. للقصة بقية .