المعارضة التركية تقصف جبهة أردوغان بسبب انهيار الليرة
تسبب قرار الرئيس رجب طيب أردوغان، بإقالة محافظ البنك المركزي بعد زيادة أسعار الفائدة، في انخفاض قيمة الليرة التركية، واتهمته المعارضة التركية بزلزلة اقتصاد البلاد.
وأعلن أردوغان السبت، إقالة ناجي أغبال بعد يومين من رفعه أسعار الفائدة لكبح التضخم، ثم عين أردوغان أحد منتقدي تشديد السياسة النقدية الذي من المتوقع أن يتراجع عن تلك الخطوة، وهو ما يثير مخاوف من تدخل سياسي في السياسة النقدية.
وتراجعت الليرة أمس بما يصل إلى 15 في المائة بعد ذلك، وهوت الأسهم وقفزت عوائد الديون الحكومية، ما زاد الضغط على الاقتصاد الناشئ الذي شهد تقلبات بين الازدهار والتراجع خلال الأعوام الـ18 لحكم أردوغان.
وقال فايق أوزتراك نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض في مؤتمر صحافي "إنها عدم كفاءة لم يسبق لها مثيل حقا، أن تتسبب في أن تخسر الليرة التركية ما يزيد على 10 في المائة من قيمتها في يوم واحد، بعد يومين من رفع أسعار الفائدة".
كما صرح كمال قليجدار أوغلو زعيم الحزب أمس "إن على الحكومة تقليل هدر الإنفاق وتعزيز الانضباط المالي وإنهاء التدخل في مؤسسات مثل البنك المركزي، وأن تبدأ بالتراجع عن قرار تعيين شهاب قوجي أوغلو المحافظ الجديد".
وأبلغ نواب الحزب "يجب على أردوغان أن يعين، إن أمكن من داخل البنك المركزي، محافظا يتمتع بمصداقية محلية ودولية".
وقالت ميرال أكشينار رئيسة الحزب الصالح، خامس أكبر حزب في البرلمان، للنواب "تركيا ليس لديها مشكلات في الاقتصاد الكلي. تركيا لديها مشكلات تتعلق بسياسات أردوغان".
وأضافت قائلة "تركيا تدفع ثمن قرارات أردوغان الطائشة والمتهورة، مع ارتفاع أسعار الفائدة والبطالة والتضخم"، داعية إلى التراجع عن تعديلات عام 2018 التي ركزت السلطة في قبضة رئيس الدولة.
وقالت "ما الحل؟ التخلص على الفور من هذا النظام الفاشل والعودة إلى نظام ديمقراطي برلماني".
وتراجعت الليرة التركية 0.6 في المائة أمس، لتظل تتعرض لضغوط، إذ تدرس السوق تأثيرات استبدال أردوغان محافظ البنك المركزي.
شهاب قوجي أوغلو، هو مُشّرع سابق في الحزب الحاكم يشترك مع أردوغان في وجهة نظره غير التقليدية، التي ترى أن ارتفاع أسعار الفائدة تسبب في التضخم، هو ثالث محافظ للبنك المركزي يعينه الرئيس منذ منتصف 2019.
والإقالة الصادمة لناجي إقبال، بعد يومين من رفعه أسعار الفائدة لكبح التضخم، تعزز وجهة نظر المستثمرين التي تلاحق اقتصاد السوق الناشئة الكبير لأعوام، وهي أن السياسة تلقي بظلالها على استقلالية البنك المركزي.
وقال مصدر لـ"رويترز"، "إن قوجي أوغلو سعى إلى تخفيف قلق المستثمرين بشأن تحول حاد من التشديد إلى سياسة نقدية توسعية عبر إبلاغ الرؤساء التنفيذيين للبنوك يوم الأحد أنه لا يخطط لتعديل وشيك للسياسات".
وتراجع المؤشر الرئيس للأسهم التركية خلال تعاملات أمس بأكثر من 5 في المائة ليستمر التراجع لليوم الثاني على التوالي في أعقاب الإقالة المفاجئة لمحافظ البنك المركزي التركي، بحسب "الألمانية".
وتراجع مؤشر إسطنبول 100 الرئيس أمس بنسبة 5.4 في المائة ليستمر أكبر تراجع للمؤشر منذ نحو ثمانية أعوام. واضطرت البورصة إلى وقف التداول أمس الأول لمدة 30 دقيقة، بعد تراجع المؤشر الرئيس بنسبة 5 في المائة ثم بنسبة 7 في المائة أمس الأول.
وأشارت وكالة "بلومبيرج" للأنباء إلى قرار أردوغان يوم السبت الماضي بإقالة ناجي أقبال محافظ البنك المركزي التركي بعد نحو ستة أشهر من تعيينه في المنصب، وتعيين شهاب كافجي أوغلو عضو البرلمان السابق عن حزب العدالة والتنمية بديلا له، ما أثار التكهنات حول التراجع عن السياسات النقدية المتشددة التي تبناها البنك تحت قيادة أقبال.
وأدت هذه التكهنات إلى تراجع الليرة التركية وارتفاع العائد على سندات الخزانة العشرية التركية بأكثر من 4 نقاط مئوية.