فعالية أسترازينيكا.. حرب اللقاحات تهيمن على قمة الاتحاد الأوروبي اليوم
أثارت المخاوف حول صعوبات الحصول على اللقاحات الواقية من فيروس كورونا المستجد، وهي التي تهيمن على خلاف بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، اليوم الخميس على القمة، بعدما أكد الطرفان المختلفان على إدارة مخزونات اللقاحات المنتجة في القارة الأوروبية من قبل مختبر "أسترازينيكا"، عزمهما حل هذا النزاع بالتفاوض.
قامت شركة الأدوية العملاقة "أسترازينيكا" بتحديث بياناتها حول مدى كفاءة عمل لقاحها ضد فيروس كورونا.
وقالت "أسترازينيكا" في وقت متأخر من يوم الأربعاء إن اللقاح أظهر فعالية بنسبة 76% ضد مرض فيروس كورونا المصحوب بأعراض، وفعالية بنسبة 100% ضد الأمراض الشديدة أو الحرجة أو الحاجة إلى العلاج في المستشفى.
وأوضحت الشركة أن اللقاح كان فعالًا بنسبة 85% في منع أعراض المرض لدى المتطوعين الذين يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكثر.
ولا تختلف الأرقام اختلافاً كبيراً عن البيانات التي أصدرتها الشركة في بيان يوم الاثنين.
وقامت الشركة بإصدار بياناتها عبر بيان صحفي وليس في تقرير راجعه النظراء أو كتقديم رسمي لمراجعة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
وتنطلق قمة عبر الإنترنت لدول الاتحاد الأوروبي في بروكسل ستكرس خصوصاً لمسألة اللقاحات الشائكة. وفي حين شددت دول عدة في الاتحاد الأوروبي القيود لمواجهة الجائحة، يغذي بطء حملات التلقيح ومشكلات إمدادات لقاح "أسترازينيكا" الاستياء والتوترات.
ورداً على ذلك، شددت المفوضية الأوروبية آلية الإشراف على تصدير اللقاحات التي أقرت في يناير (كانون الثاني)، ما أثار انتقادات لندن الوجهة الرئيسة للجرعات المصدرة من القارة الأوروبية.
وكان نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس قال خلال مؤتمر صحافي "يواجه الاتحاد الأوروبي وضعاً وبائياً خطراً جداً ويستمر في تصدير كميات كبيرة إلى دول" تنتج لقاحاتها الخاصة أو تسجل تقدماً في حملات التطعيم.
وكان يشير في حديثه إلى واقع أن الاتحاد الأوروبي صدّر نحو 10 ملايين جرعة من جميع اللقاحات إلى المملكة المتحدة، لكنه لم يتلق في المقابل أي جرعة منتجة لديها، على الرغم من أن العقد الموقع مع "أسترازينيكا" ينص على إرسال جرعات من مصنعين في المملكة المتحدة.
وأوضحت المجموعة أن عقدها مع لندن يفرض عليها منح الأولوية للطلبات البريطانية.
بدورها، حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين من أن الاتحاد الأوروبي "يصدّر على نطاق واسع"، ولكن "يجب السير في الطريق في كلا الاتجاهين".
وإزاء هذا الوضع، أعلن دومبروفسكيس إدخال بروكسل تعديلين على "الآلية الحالية" لمراقبة الصادرات بهدف "إيجاد حلّ للاختلالات" و"ضمان" إمدادات الدول الأوروبية الأعضاء في الاتحاد.
وسارع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى التنديد بهذه الإجراءات وحذر من عواقب "الحواجز التعسفية" على لقاحات ضد فيروس كورونا.
وأكد الاتحاد الأوروبي والسلطات البريطانية الأربعاء العمل على حل "يخدم مصلحة الطرفين" لحل هذا التوتر.
وأكدت "أسترازينيكا" من جديد، اليوم، أن اللقاح الذي طورته مع جامعة أكسفورد فعال بنسبة 100 في المئة في مواجهة الأشكال الحادة أو الحرجة من المرض.
وأضافت أن فاعلية اللقاح تبلغ 85 في المئة بين البالغين الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة.
ونسبة الفاعلية الأحدث هي 76 في المئة مقارنة مع نسبة تصل إلى نحو 95 في المئة للقاحي "فايزر" و"موديرنا".
ومع هذا يعتبر لقاح "أسترازينيكا" حيوياً في مواجهة انتشار "كوفيد-19" في أنحاء العالم، ليس فقط بسبب محدودية المعروض من اللقاحات، وإنما أيضاً لأن نقله أسهل وأرخص من تلك المنافسة. وحصل على تصريح بالتسويق المشروط أو الاستخدام الطارئ في أكثر من 70 دولة.
وواجه العقار شكوكاً منذ أواخر العام الماضي عندما نشرت الشركة وجامعة أكسفورد بيانات من تجارب سابقة سجلت قراءات مختلفة للفاعلية نتيجة لأخطاء في الجرعة.
ثم أوقفت أكثر من 12 دولة بشكل مؤقت تقديم اللقاح هذا الشهر بعد تقارير تربط بينه وبين تجلط نادر في الدم لدى عدد صغير جداً من الأشخاص.
وقالت هيئة الرقابة على الدواء في الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي إن اللقاح آمن، لكن الأوروبيين لا يزالون متشككين في سلامته.
ومن جانبه، وصف مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الدكتور أنتوني فاوتشي في وقت سابق من هذا الأسبوع إصدار الشركة للبيانات المبكرة بأنه "خطأ غير مقصود"، وهو مصطلح رياضي يعني أنه كان خطأهم.
وقال فاوتشي إن البيانات "جيدة حقاً، لكن عندما وضعت في البيان الصحفي، لم تكن دقيقة تماماً".
وكافحت شركة "أسترازينيكا"، التي طورت اللقاح مع جامعة أكسفورد البريطانية، لقبول لقاحها.
وواجه تطوير "أسترازينيكا" للقاح العديد من التحديات، من أنباء عن إصابة اثنين من المتطوعين بأعراض عصبية في الخريف الماضي إلى توقف في طرح اللقاح في عدة دول أوروبية وسط مخاوف من تسببه في حدوث جلطات دموية.
وقالت وكالة الأدوية الأوروبية منذ ذلك الحين إنه لا يوجد دليل على أن اللقاح يمكن أن يسبب جلطات دموية.