عودة حكومة بن دغر واللغط السائد .. لماذا عادت؟ وماهي الأهداف والرسائل من ذلك ؟
الأحد 15 إبريل 2018 19:05:32
المشهد العربي / عبد السلام قاسم مسعد :
لا يستطيع أحد أن ينكر بأن إقالة الحكومة أو تقديم استقالتها كحكومة فاسدة كان مطلبا جنوبيا ويقف خلفه المجلس الانتقالي وقوات المقاومة الجنوبية والشعب الجنوبي قاطبة
.
لقد شكلت المناوشات نهاية يناير 2018 التي فجرتها الشرعية وحزب الإصلاح ضد شعب الجنوب وقوات المقاومة الجنوبية ذروة الخلاف ، وبنتيجة ذلك غادرت الحكومة بضغط من التحالف الى الرياض، بعد أن كادت قوات المقاومة الجنوبية قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على مقر الحكومية ورمزية الشرعية في منطقة المعاشيق لولا تدخل دول التحالف العربي ، بذلك كان المجلس الانتقالي قد حقق مجددا ثباتا واضحا على الارض وأظهر هشاشة الشرعية وكسب تقييما دوليا ايجابيا كقوة مسيطرة على الجنوب.
رغم المطلب السابق في تغيير الحكومة وتدخل دول التحالف إلا أن الشرعية ظلت تناور لكسب الوقت وتمييع المطلب الجنوبي والاستماتة في الهجوم السياسي والاعلامي ضد المجلس الانتقالي داخليا وخارجيا ، والتلويح باستخدام اوراق الضغط بشرعيتها لدى التحالف العربي لجهة احداث شرخ بداخله، في الوقت الذي تدرك فيه حساسية المخاطر الأمنية من الوجود الحوثي والايراني على حدود وقرب دول التحالف العربي.
بعد كل ذلك نجد الشرعية تقوم بإعادة الحكومة مؤخرا الى عدن بغض النظر إن كان ذلك قد تم بتنسيق مع دول التحالف العربي وتحديدا مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة أو مع أحدهما أو لم يتم ذلك أبدا ، إلا أن هذه الخطوة شكلت تحديا واضحا في وجه المطلب الجنوبي بتغيير الحكومة لفسادها وفشلها في إدارة شؤون المجتمع .
لماذا عادت الحكومة ؟
جاءت العودة المفاجئة للحكومة بعد النجاحات التي حققها المجلس الانتقالي على الصعيد المحلي والاعتراف الدولي بوجوده كقوة سياسية وعسكرية وشعبية على الارض الجنوبية وكحليف وشريك صادق وموثوق به لدى التحالف العربي والقوى الدولية في مواجهة الانقلابيين ومكافحة الارهاب والأفكار المتطرفة .
كما جاءت بعد الفشل الذريع الذي لحق بالشريعة بعد كل محاولاتها المستميتة لمنع المبعوث الدولي لزيارة الجنوب ومقابلة المجلس الانتقالي الجنوبي ، ونجاح اللقاء الذي تم في ابو ظبي بين المجلس الانتقالي الجنوبي والمبعوث الأممي في 9 ابريل هذا العام وإدراكهم لمترتبات هذا اللقاء الايجابي وأهميته المستقبلية لصالح القضية الجنوبية مما حدى بهم الى تكشير أنيابهم والعمل الحثيث لوضع العراقيل امام ذلك .
لعودة الحكومة أهداف ورسائل محددة عدة منها :
- تحاول وهي في الرمق الاخير قبل التسوية السياسية أن تحسن موقفها التفاوضي من خلال إشهار وجودها في المناطق المحررة وفي الجنوب تحديدا على الرغم من أن وجودها شكلي فقط وهي تدرك ذلك ولكنها تريد ان توجه رسالة الى المجتمع الدولي مفادها بأنها هي وحدها من يمتلك الحق في تمثيل الدولة اليمنية في المفاوضات السياسية القادمة وان الجنوب هو جزء من الدولة اليمنية حسب زعمها وهي من يحق لها تمثيله في التسوية السياسية القادمة في محاولة لاستبعاد تمثيل المجلس الانتقالي للجنوبي للقضية الجنوبية ، وهذا هدف استراتيجي لعودتها لا بد من ادراك خطورته جيدا ، ولهذا الغرض فان الحكومة تستهدف في عملها السياسي والاعلامي وادوات الفساد والافساد خلال نشاطها الحالي تحقيق ما يلي : -
- إضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة الجنوبية عبر خلق حالة ارتباك واحباط ونفور شعبي ضدهما وحتى إحداث صراع مسلح جنوبي جنوبي وتفريخ مكونات وهمية .
- العمل على الدفع بردود افعال متهورة ضد الحكومة من قبل المجلس الانتقالي وقوات المقاومة الجنوبية بهدف استغلال ذلك ضدهما امام المجتمع الدولي كوسيلة لعرقلة ابعاد المجلس الانتقالي من المشاركة في الحل السياسي كممثل للقضية الجنوبية وأهدافها المتمثلة في التحرير والاستقلال .
قضية عودة الحكومة هي قضية سياسية بامتياز وتأتي في اطار المساعي المستميتة للشرعية بكل مكوناتها لاستمرار الهيمنة والسيطرة على الجنوب ونهب ثرواته وبين ارادة شعب الجنوب الهادفة الى التحرير والاستقلال ، وعلينا التعامل مع هذا الوضع بحجمه ومخاطره الاستراتيجية على الجنوب لا بعواطفنا ولا بردود الافعال ، وان نحسن ادارة هذا الملف ، ونحصن شعبنا من سموم الاعداء بخطاب سياسي واعلامي ناضج، ونكثف من تحركنا السياسي والدبلوماسي الخارجي وعلينا ان نحافظ على المكاسب التي تحققت ونجذب الى المشاركة السياسية كل القوى السياسية والاجتماعية الجنوبية الايجابية ونثق بأن المستقبل يميل لصالحنا ، وقادم الايام ستثبت ذلك.