تدفق المهاجرين.. مخاطر محدقة تهدّد أمن الجنوب
يمثّل الانتشار المتصاعد للمهاجرين الأفارقة صوب الجنوب هاجسًا يحمل الكثير من التحديات لا سيّما على الصعيد الأمني.
ولوحظ في الفترة الماضية تزايد أعداد المهاجرين الذين بات من الواضح أنّه يُفسَح المجال أمام الزج بهم صوب الجنوب ضمن مؤامرة لا يبدو أنّها تخلو من الخبث الشديد.
وأظهر إحصاءٌ حديثٌ صادرٌ عن منظمة الهجرة الدولية أنّه رُصِد تدفُّق ثلاثة آلاف و800 مهاجر من دول إفريقية إلى سواحل الجنوب وذلك خلال شهري يناير وفبراير الماضيين.
تكشف هذه المعلومات عن مخاطر ضخمة للغاية فيما يتعلق بالأوضاع في الجنوب الذي يعيش مواطنوه وسط بيئة خدمية منهارة بفعل سياسة الإهمال التي ينفّذها نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا ضد الجنوب وشعبه.
ربما يُفضّل بعض المهاجرين التوجّه إلى الجنوب باعتباره يعيش جانبًا من الاستقرار الأمني والمجتمعي مقارنةً مناطق أخرى تشعلها فوضى مجتمعية من صناعة المليشيات الحوثية وكذا المليشيات الإخوانية، كلٌ في مناطق نفوذه.
لكن في الوقت نفسه، فإنّ إغراق الجنوب بالمهاجرين أمرٌ قد يتضمّن الكثير من المخاطر، بينها أنّه قد يتم إلحاق عناصر مثيرة للفوضى الأمنية وقد تكون سلاحًا في قبضة أعداء الجنوب لتنفيذ عمليات إرهابية على أراضيه.
المخيف أنّ هذه العناصر ربما تكون غير حاملة للأوراق الثبوتية ما يعني أنّه قد يكون من الصعب التوصّل إليها حال حدوث أي تهديدات أمنية قد تنال من أمن واستقرار الجنوب.
في الوقت نفسه، فإنّ هذه العناصر من المؤكّد أنّها إذا ما انتشرت في داخل الجنوب فمن الوارد أن يُصنع قدرٌ كبير من العشوائية بالنظر إلى أنّهم قد يقيمون في مجمعات سكنية تفتقد أدنى معايير الحياة الآدمية، أشبه ما تكون بالخيم في الشوارع.
الجانب الأهم في كل ذلك هو أنّ الجنوب يعاني من حالة ترهُّل أصابت كافة مؤسّساته الخدمية، وبالتالي فإنّ إغراقه بمجموعات بشرية بشكل أكبر أمرٌ ينذر بالمزيد من المخاطر على الأوضاع الخدمية على الجنوب باعتبار أنّ هذا الأمر يُثقِل كاهل المؤسّسات الخدمية.
بالنظر إلى هذه التحديات، فإنّ المرحلة المقبلة تستلزم ضرورة أن يكثّف الجنوب من جهوده على مختلف الأصعدة لا سييّما فيما يتعلق بالوضع الأمني فيما يخص الحيلولة دون انتشار أي عناصر قد تكون خارجة عن القانون على أرض الجنوب.