تصعيد أبين يفتح الطريق أمام الحوثي للسيطرة على مأرب

الاثنين 12 إبريل 2021 22:01:00
تصعيد أبين يفتح الطريق أمام الحوثي للسيطرة على مأرب

في الوقت الذي صعّدت فيه مليشيات الإخوان الإرهابية عملياتها الإرهابية في محافظة أبين، دفعت المليشيات الحوثية بقوتها الضاربة نحو مأرب للسيطرة عليها، وهو ما يبرهن على أن تسليم جبهات الشمال جزء لا ينفصل عن توجه الشرعية الإخوانية بقواتها نحو الجنوب، بما يفرض ضرورة إلزام الشرعية ببنود اتفاق الرياض وعدم المساح لها بانتهاكه.

عمدت الشرعية الإخوانية على فتح الطريق أمام المليشيات الحوثية لتسهيل مهمتها نحو السيطرة على مأرب، إذ أنها اختارت لفت الأنظار عن العناصر المدعومة من إيران بمحاولاتها التي تكررت أكثر من مرة على مدار الأيام الماضية لإفشال اتفاق الرياض، وبدا أنها تنسق مع المليشيات الحوثية لتشتيت جهود التحالف العربي الذي نجح قبل شهر ونصف تقريبا في وقف تمدد الحوثي في مأرب، وبالتالي فإنها فتحت جبهة جديدة في الجنوب تخفف الضغط على الحوثي في الشمال.

ليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها مليشيات الشرعية بهذا الأمر، وكررت ذلك في أكثر من مرة كان أخرها قبل شهرين بعد أن اختارت تصعيد عملياتها الإرهابية في محافظة شبوة وزجت بعناصرها إلى محافظة حضرموت في وقت تقدمت فيه المليشيات الحوثية نحو مأرب، غير أنها فشلت في تحقيق هدفها بفعل ضربات التحالف العربي القوية وكذلك تصدي قبائل المحافظة لتقدمها.

يرى مراقبون أن الشرعية تحقق أكثر من هدف بتصعيدها الحالي في أبين، إذ أنها تحاول بكل قوتها بعثرة أوراق اتفاق الرياض وتمكين مليشيات الإخوان من الحكومة مجددا وإدخال الجنوب في فوضى عارمة تحقق لها هدفها نحو التمدد جنوبا وترك الشمال للعناصر الحوثية، كما أنها تحقق لها هدفا سياسيا يرتبط بإيجاد بديل لمحافظة مأرب التي أضحت قاب قوسين أو أدني من أن تكون في جعبة المليشيات الحوثية، وهو أمر لن يقبل به الجنوب ممثلا في المجلس الانتقالي الجنوبي ولا التحالف العربي.

شنت مليشيات الشرعية الإخوانية، مساء أمس الأحد، عدوانًا على المواطنين في منطقة خبر المراقشة الواقعة في محافظة أبين، وتصدت القوات المسلحة الجنوبية، بإسناد من رجال القبائل والمقاومة الجنوبية، لعناصر المليشيا الإخوانية، في مواجهات عنيفة.

ونصبت القوات الجنوبية كمائن لمليشيات الشرعية الإخوانية، وأوقعت ضرباتها إصابات دقيقة، كبدت عناصر المليشيا خسائر فادحة.

فيما ندد وزير خارجية ألمانيا، هايكو ماس، بتصعيد مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، في محافظة مأرب، وقال إن التصعيد يهدد بتأجيج الوضع الإنساني، لافتًا إلى أن هناك إرادة جدية من السعودية لإنهاء الصراع، مشيرا إلى أن الصراع في اليمن لا يمكن حله عسكريًا.

وتواصل المليشيات المدعومة من إيران استهداف المدنيين في محافظة مأرب، في الوقت الذي يكافح فيه أبناء القبائل لصد العناصر الحوثية الإرهابية.

أكد فضل الجعدي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، أن مليشيات الشرعية الإخوانية تواصل الحشد في محافظة أبين، بينما يتلقى أبناء مأرب الهجمات من مليشيا الحوثي الإرهابية، وأشار في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر تويتر، اليوم إلى أنه: "يتلقى أبناء مأرب ضربات الحوثي وهجوماته المستمرة بصمود وجلد".

وتابع: "في الوقت الذي ينشغل حزب الإصلاح بالتحشيدات إلى أبين وطور الباحة لفتح معارك هامشية تهدف إلى خنق اتفاق الرياض وعرقلة الحكومة"، مختتما: "أما عدن فبعيدة المنال".