دراسة أمريكية تكشف علاقة انسداد الأنف المزمن بتغيرات أنشطة ‏الدماغ ‏

الثلاثاء 13 إبريل 2021 17:59:15
 دراسة أمريكية تكشف علاقة انسداد الأنف المزمن بتغيرات أنشطة ‏الدماغ ‏

كشفت دراسة جديدة الصلة بين التهاب الجيوب الأنفية المزمن، الذي ‏يسبب انسدادا مستمرا في الأنف ‏والصداع، والتغيرات في نشاط الدماغ ‏الذي يصيب 11% من الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية.‏

ويأمل الفريق الذي يقف وراء الدراسة أن الرابط سيساعد في شرح بعض ‏الآثار الشائعة الأخرى للالتهاب المستمر: إيجاد صعوبة في التركيز، ‏ومعاناة نوبات الاكتئاب، ومشاكل النوم، والدوخة.‏

ويمكن أن يكون العثور على صلة بين المرض الأساسي والمعالجة ‏العصبية التي تحدث في مكان آخر، أمرا حيويا في فهم الحالة المزمنة، ‏إلى جانب الجهود المبذولة لإيجاد طرق أفضل وأكثر فعالية لعلاجها.‏

وقالت أخصائية طب الأنف والأذن والحنجرة أريا جافاري، من جامعة ‏واشنطن: "هذه هي الدراسة الأولى التي تربط التهاب الجيوب الأنفية ‏المزمن بالتغير العصبي البيولوجي. ونعلم من الدراسات السابقة أن ‏المرضى الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية غالبا ما يقررون ‏التماس الرعاية الطبية ليس بسبب سيلان الأنف وضغط الجيوب الأنفية، ‏ولكن لأن المرض يؤثر على كيفية تفاعلهم مع العالم. ولا يمكن أن ‏يكونوا منتجين، والتفكير صعب، والنوم رديء. إنه يؤثر بشكل كبير ‏على نوعية حياتهم. الآن لدينا آلية محتملة لما نلاحظه سريريا".‏

واستفاد الباحثون من البيانات من مشروع ‏Connectome‏ البشري، ‏للعثور على 22 شخصا يعيشون مع التهاب الجيوب المزمن و22 شخصا ‏خاضعين للمراقبة من دون التهاب الجيوب الأنفية. ‏

ثم تم استخدام البيانات المأخوذة من فحوصات التصوير بالرنين ‏المغناطيسي الوظيفي لمقارنة تدفق الدم ونشاط الخلايا العصبية في ‏الدماغ.‏

ولدى أولئك الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية، اكتشف الباحثون ‏اتصالا وظيفيا أقل في الشبكة الأمامية الجدارية (المستخدمة للانتباه وحل ‏المشكلات)، واتصالا وظيفيا أعلى في شبكة الوضع الافتراضي ‏‏(المرتبطة بالإشارة الذاتية وتجول العقل)، واتصال وظيفي أقل في ‏الشبكة البارزة (التي تدير المحفزات الخارجية والتواصل والسلوك ‏الاجتماعي).‏

وأشار الفريق إلى أن الاختلافات كانت أكثر أهمية لدى الأشخاص ‏المصابين بالتهاب الأنف والجيوب الأكثر شدة. ويمكن أن تكون هذه البقع ‏النشطة المتزايدة والمتناقصة في الدماغ وراء الأعراض التي أبلغ عنها ‏الأشخاص.‏

ومع ذلك، فإن الأشخاص الـ 22 المصابين بالتهاب الأنف والجيوب ‏الأنفية المزمن لم تظهر عليهم أي علامات ملحوظة للتدهور المعرفي في ‏الاختبارات. ونظرا لأنه تم اختيارهم من مجموعة تتراوح أعمارهم بين ‏‏22 و35 عاما، يعتقد الباحثون أن هذا النوع من التراجع قد يحدث لاحقا ‏في الحياة - وهو أمر قد تتمكن دراسة طويلة من التقاطه.‏

وتقول كريستينا سيمونيان، أخصائية طب الأنف والأذن والحنجرة، من ‏جامعة هارفارد: "إن المشاعر الشخصية للانتباه تتراجع، وصعوبات ‏التركيز أو اضطرابات النوم التي يعاني منها الشخص المصاب بالتهاب ‏الجيوب الأنفية، قد ترتبط بتغيرات طفيفة في كيفية تواصل مناطق الدماغ ‏التي تتحكم في هذه الوظائف مع بعضها البعض".‏

ويمكن أن تستمر العلاجات الحالية لالتهاب الأنف والجيوب عدة سنوات، ‏وغالبا ما تستمر شدة الالتهاب في دورات وتثخن أنسجة الجيوب الأنفية ‏‏(مثل الجلد المتصلب). وعلى الرغم من أن الجراحة يمكن أن تساعد، إلا ‏أنها لا تضمن عدم تكرار ظهور أعراض المرض.‏

وعلى الرغم من أن هذا البحث الجديد لا يُظهر أن التهاب الجيوب الأنفية ‏المزمن يتسبب بشكل مباشر في تغيرات في نشاط الدماغ، إلا أن ‏الارتباط قوي بما يكفي لجعله يستحق مزيدا من البحث: يمكن أن تبحث ‏الدراسات المستقبلية في كيفية تغير نشاط الدماغ هذا بعد العلاج لأولئك ‏الذين شُخّصوا بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، على سبيل المثال.‏

وفي الوقت الحالي، يقول الباحثون إن الأطباء يجب أن يكونوا أكثر وعيا ‏بأعراض الصحة العقلية التي تترافق مع أمراض مثل التهاب الجيوب ‏الأنفية.‏