محافظات بلا رمضان.. والجاني إخواني

الثلاثاء 13 إبريل 2021 19:59:00
محافظات بلا رمضان.. والجاني إخواني

رأي المشهد العربي

يأتي شهر رمضان الكريم هذا العام وسط ظروف سياسية واقتصادية وأمنية بالغة التعقيد في الجنوب، إذ أن الحكومة التي تشكلت قبل أربعة أشهر تقريبا لم تقم بعد بأدوارها ويسيطر عليها الجمود والكمود داخل مقرها في العاصمة عدن، وهو ما سمح باشتعال حروب الخدمات التي تستهدف معاقبة الجنوب على إزاحة جماعة الإخوان الإرهابية من رأس حكومة الشرعية الماضية.

هذا بالإضافة إلى تعقيدات أمنية تسببت فيها أيضًا الشرعية الإخوانية التي تحاول الزج بعناصرها الإرهابية إلى حدود محافظة أبين في نقض واضح وصريح لاتفاق الرياض، هذا بالإضافة إلى تحويلها محافظة شبوة إلى تجمع كبير للعناصر الإرهابية من كافة التنظيمات المختلفة المتحالفة مع تنظيم الإخوان، ما كان سببا في عودة تنظيم القاعدة مرة أخرى إلى المحافظة بعد أن طهرتها قوات النخبة الشبوانية بدعم وإسناد مباشر من القوات المسلحة الإماراتية.

وكذلك فإن هناك تعقيدات سياسية تسببت فيها مليشيات الشرعية، إذ أنها قدمت خدماتها لقوى معادية تستهدف إطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة، وتسبب دفعها بالعناصر الإرهابية باتجاه محافظات الجنوب وتركها محافظات الشمال لأن يتمدد الحوثي إلى محافظة مأرب بل إنه قارب فرض سيطرته الكاملة عليها، وهو ما تسبب في عرقلة أي جهود سياسية تستهدف الوصول إلى حل سياسي.

غابت بهجة رمضان هذا العام عن محافظة شبوة الواقعة تحت سيطرة سلطة الإخوان الإرهابية بعد أن تفاقمت أزمة شح أسطوانات الغاز، ما كان سببا في امتداد الطوابير الطويلة من السيارات لتعبئة أسطوانات الغاز، مع منع مليشيات الشرعية الإخوانية تصوير الطوابير في محطات التعبئة، للتغطية على جرائمها، كما أن مستشفيات المحافظة أضحت غير قادرة على استقبال المصابين بعد أن أصابها إهمال الإخوان أيضا، وعمت فوضى أمنية في أرجاء المحافظة التي أضحت تستجدي المال لتوفير نفقاتها بالرغم من كونها محافظة نفطية غنية.

وكذلك فإن بهجة رمضان غابت أيضا عن وادي حضرموت الذي تمارس فيه مليشيات الإخوان جرائم الاختطاف والتعذيب والتنكيل بالمواطنين مستخدمة قوات المنطقة العسكرية الأولى التي ترفض التوجه إلى مأرب وتمارس سطوتها وبطشها ضد المواطنين الأبرياء، وهو ما فاقم من صعوبة الأوضاع الإنسانية بالمحافظة.

بهجة الشهر الكريم غابت أيضا عن محافظة لحج هذا العام بفعل جرائم محافظها المدعو أحمد التركي الموالي لتنظيم الإخوان والذي مارس العديد من الانتهاكات بحق المواطنين الذين خرجوا للتظاهر بسبب سوء الأوضاع المعيشية لكنه واجههم بدس عناصر تخريبية وحاول اختراق الأجهزة الأمنية، صانعا حالة من الفوضى في المحافظة، بجانب الاستعانة بالمجاميع الإرهابية للتعامل مع المظاهرات السلمية.