توقعات بصعود الإنفاق العالمي على إنترنت الأشياء إلى 1.5 تريليون دولار في 2030
على مدار الأعوام القليلة الماضية شاهد العالم انطلاق وتنامي ما يعرف بإنترنت الأشياء، بما لديه من إمكانات لا محدودة، ومع تفشي جائحة كورونا على مستوى العالم منذ أواخر عام 2019 حتى يومنا هذا، تسارع التحول الرقمي بسرعة، وبفضل شبكة الجيل الخامس من الواي فاي وما لديها من سرعات غير مسبوقة، زادت الاتصالات، وزادت أيضا كثافة استخدام الشبكة العنكبوتية، في الوقت ذاته تدفقت رؤوس الأموال على صناعة الذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي.
باختصار بات إنترنت الأشياء جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية، وتغلغل فيها بعمق بحيث أصبحت جذوره راسخة فيها يصعب اقتلاعها، بل على العكس تماما أضحت عديد من الفئات العمرية خاصة الشبابية تعمل على تعميق تلك الاتجاهات أكثر وأكثر في الحياة والمستقبل.
المتفق عليه حاليا هو أن الإنترنت موجود في كل منحى من مناحي الحياة اليومية، لكن الأمر لا يتوقف على زيادة عدد الأجهزة المرتبطة بالإنترنت فقط.
ولايزال إنترنت الأشياء في مرحلة النضج، والتحديات المرتبطة بالخصوصية والأمان محل تساؤل كبير، وهذا تحديدا أحد الجوانب التي تدفع كبرى شركات تكنولوجيا المعلومات إلى معرفة عدد الأجهزة المتصلة بالفعل بشبكاتها لمعرفة مصادر ما تتعرض له من هجمات سيبرانية وما ينتج عنها من خسائر مالية ضخمة.
يضاف إلى ذلك سعي دائم من تلك الشركات لمعرفة متى تكون تلك الأجهزة نشطة في تجميع البيانات ومتى لا، حيث إن معرفة الإجابة على هذا السؤال تساعد في تطوير شبكات الإنترنت وتنظيمهما بأفضل طريقة ممكنة لخدمة العملاء، ومن ثم تحقيق الأرباح.
ووفي ذات السياق يقول الخبير في مجال تطوير شبكات الإنترنت جيم هاتون من مجموعة "أي تي آرت" البريطانية إن، "سوق إنترنت الأشياء يتوسع بشكل متسارع، ففي عام 2018 بلغ 212.1 مليار دولار، وقفز في العام التالي إلى 465 مليار دولار، وفي عام 2020 حقق الإنفاق على إنترنت الأشياء 742 مليار دولار بنمو بلغ 8.2 في المائة، والمتوقع أن يبلغ تريليون و300 مليار بحلول عام 2026 وتريليون ونصف التريليون دولار أو ما يزيد على ذلك في نهاية العقد الجاري".
ويضيف جيم هاتون، "التقنيات قصيرة المدى مثل البلوتوث والواي فاي ستهيمن على الاتصالات 72 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بـ74 في المائة حاليا، والشبكات العامة التي تهيمن على الشبكات الخلوية حاليا ستنمو من 1.2 مليار اتصال الآن إلى 4.7 مليار اتصال في نهاية العقد الجاري، وستقفز حصتها السوقية من 16 في المائة إلى 20 في المائة، وستمثل الخدمات بما في ذلك الاتصالات نحو 66 في المائة من إجمالي إنفاق المستهلكين على إنترنت الأشياء".
ويؤكد وجود منافسة شديدة بين اللاعبين الثلاثة المهيمنين على السوق في الوقت الراهن الصين 26 في المائة وأمريكا الشمالية 24 في المائة وأوروبا الغربية بـ23 في المائة وبقية دول العالم بـ27 في المائة.
ولكن إذا كان إنترنت الأشياء أحد أبرز الاتجاهات التكنولوجية الراهنة والمستقبلية، فما أبرز القطاعات التي سيركز عليها في الأعوام المقبلة؟.
يمكن الجزم بدرجة كبيرة من الثقة أن القطاع الصحي سيحظى بالجانب الأكبر من اهتمام وتركيز شركات إنترنت الأشياء.