تسريب أمجد خالد.. هل يُجهّز إخوان الشرعية لحرب جديدة على عدن؟
حمل التسجيل الصوتي المسرب للقيادي الإخواني الإرهابي أمجد خالد، دلائل قوية على تجهيز المليشيات الإخوانية التابعة لنظام الشرعية لعدوان على العاصمة عدن، في خطوة إن حدثت سيتحمل الإخوان تداعياتها كاملةً.
التسجيل الصوتي التي تمّ تداوله بقوة على صفحات عناصر حزب الإصلاح الإخواني، بعث خلاله المدعو أمجد خالد رسالة لمن أسماها "مقاومة عدن"، بأنّهم يجهّزون لدخول العاصمة واحتلالها، زاعمًا أنّه بإمكانهم عودة المؤسسات وبسط سيطرتهم عليها.
المدعو خالد قال نصًا: "عدن سيكون لها موعد"، في إشارة إلى أنّ المليشيات الإخوانية تجهز على ما يبدو لعدوان جديد على العاصمة، في محاولة إخوانية "غير مستغربة" لبسط احتلالهم الغاشم على كافة أرجاء الجنوب.
"خالد" الذي سُمع صوته متوترًا بشدة في التسجيل، بعث بهذه الرسالة بالتزامن مع دعوات مكثفة للقبض عليه، حيث طالب مدير البحث الجنائي في العاصمة عدن اللواء صالح القملي بالقبض على "خالد" قائد ما يُسمى لواء النقل، وقد أصدر القملي تعميمًا إلى كل المنافذ البرية والبحرية والجوية بمنع سفر هذا الإرهابي.
مطالب القبض عليه جاءت بعدما كشف المجلس الانتقالي على لسان الناطق باسمه علي الكثيري عن قيام عصابة إرهابية تتبع القيادي الإخواني الإرهابي المدعو أمجد خالد، باختطاف المواطن عبدالمنعم شيخ، بعد جريمة مماثلة باختطاف الجنديين بأمن لحج صادق أحمد ناصر ومحمد عبدالسلام محمد.
وعبر الكثيري في بيان، عن إدانته للجريمتين، وقال إنّ الواقعتين دخيلتان على ثقافة شعب الجنوب، وتعاليم الإسلام الحنيف.
ودعا "متحدث الانتقالي"، التحالف العربي إلى التعاون مع القوات المسلحة الجنوبية والأمنية لإطلاق سراح المختطفين، كاشفًا عن صدور مذكرة من أمن العاصمة عدن بملاحقة المدعو أمجد خالد.
وأكد أن المجلس لديه أدلة قاطعة تكشف تورط القيادي الإخواني المدعو أمجد خالد في سلسلة من الأعمال الإرهابية، وقيادة العصابات المسلحة لشن عمليات إرهابية تنوعت بين القتل والتفجيرات في العاصمة عدن.
بيان الانتقالي الذي يحمل اتهامات واضحة وصريحة لـ"أمجد خالد"، بالتزامن مع صدور تعليمات أمنية بالقبض عليه، حاصرت القيادي الإخواني في "خانة اليك"، على نحوٍ قاده إلى ظهوره - في التسجيل - متوترًا ومحتدًا بل وموجّهًا إشارات بشأن مخططات الإخوان في المرحلة المقبلة.
تهديدات أمجد خالد يبدو أيضًا أنّها محاولة من القيادي الإخواني لاستباق أي خطوة نحو القبض عليه، بمعنى آخر أنّ توقيفه قد يقابله تحريك للعناصر الإخوانية صوب العاصمة عدن بغية احتلالها، كما ظهر واضحًا في التسريب وهو يُهدّد ويتوعد.
تشير كل هذه التطورات إلى أنّ المرحلة المقبلة لا تحتمل الصمت على ما يجري على الأرض، وأنّ التحالف العربي ربما تقع عليه مسؤولية اللحاق بالأمور مبكرًا، وذلك لأنّ أي تحركات إخوانية - كما ظهر في تهديدات أمجد خالد - تجاه العاصمة عدن، لن تكون مجرد خرق لاتفاق الرياض يمكن تجاوزه لكنّ الأمر سيكون أشبه بإشعال للنيران في كميات ضخمة من البارود، ربما لن يهدأ لهيبها أبدًا.
ما يعزّز من هذه الاحتمالات أنّ التهديدات صدرت عن أمجد خالد نفسه، وهذا الرجل له باع طويلة مع الإرهاب، باعتباره أحد عناصر تنظيم القاعدة، ويصفه محللون بأنّه من بين العناصر الانغماسية الذين يتم غرسهم في أواسط القوى السياسية والعسكرية الرسمية، وقد أدّى الرجل مهمته فعلا بخدمته للتنظيمات الإرهابية.
كما أنّ أمجد خالد الذي سُمع في التسريب الصوتي مُحاوِلًا إلحاق نفسه بالجنوب، وقد سمّى نفسه "أحد أبناء عدن"، يملك كراهية كبيرة ضد الجنوب وشعبه، وقد تجلّى ذلك في ارتكابه عددًا كبيرًا من الجرائم والاعتداءات ضد الجنوبيين على مدار السنوات الماضية.
ولا يُنسى لـ"أمجد خالد" دوره الإرهابي الخبيث في العدوان الذي شنّته مليشيا الشرعية على الجنوب في أغسطس 2019، حيث أشرف هذا القيادي على عديد العمليات الإرهابية التي ضربت العاصمة عدن على وجه التحديد.
إزاء كل ذلك، على الصعيد العسكري، فإنّ القوات المسلحة الجنوبية وكافة تشكيلات الأجهزة الأمنية في عدن عليها الاستعداد بأقصى درجة لمواجهة أي تهديدات تُحاك ضد أمن العاصمة التي تمثّل الهدف الأكبر على قائمة أجندة الإخوان الخبيثة، ويسعون لاحتلالها بأي ثمن، عملًا على توجيه ضربة قاسمة للقضية الجنوبية.