37 رسالة حوثية إلى السعودية.. عبث المليشيات الذي أجهض جهود السلام

السبت 17 إبريل 2021 00:13:00
37 رسالة حوثية إلى السعودية.. عبث المليشيات الذي أجهض جهود السلام

فيما يبذل المجتمع الدولي جهودًا ضخمة ترمي إلى تحقيق السلام والاستقرار وتضع حدًا للحرب التي طال أمدها أكثر مما يُطاق، فإنّ الاتهامات تُوجّه إلى المليشيات الحوثية بالنظر إلى إصرارها على إطالة أمد الحرب بغية تحقيق مكاسبها الضيقة.

ومنذ إعلان المملكة العربية السعودية عن مبادرة لحل الأزمة في اليمن، تخمد لهيب الحرب، كثّفت المليشيات الحوثية من عملياتها العدائية ضد المملكة، على نحوٍ مثّل ردًا عمليًّا من المليشيات على هذا التصعيد الغاشم.

وكشف إحصاء نشرته صحيفة الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، أنّ مليشيا الحوثي الإرهابية أطلقت أكثر من 37 طائرة مفخخة وصاروخ باليستي باتجاه المدن والمنشآت المدنية السعودية منذ إعلان المملكة مبادرتها لإنهاء الحرب في 23 مارس الماضي.

التصعيد الحوثي لم يكن فقط ضد السعودية، لكن المليشيات واصلت أيضًا الهجوم على مدينة مأرب واستهداف المدنيين ومخيمات النازحين بقذائف المدفعية والصواريخ البالستية.

وفي هذا الصدد، أوضحت الصحيفة أنّه على الرغم من ترحيب المجتمع الدولي والإقليمي بالمبادرة السعودية فإن المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، تجاهلت دعوات السلام وواصلت عملياتها العسكرية وحشد عناصرها في مختلف الجبهات.

التصعيد الحوثي المستعر والمستمر منذ إطلاق السعودية مبادرةً لحل الأزمة يبعث برسالة من قِبل المليشيات بأنّه لن يتم القبول بالحل السياسي، وأنّ إطالة أمد الحرب هو الخيار الذي تسير وراءه المليشيات الحوثية الإرهابية.

ولكي تكتمل الصورة، لا يجب أن يُنظَر إلى التصعيد الحوثي باعتباره تحركًا فرديًّا من قِبل المليشيات، لكن الأمر يجب أن يشمل أيضًا الدور الخبيث الذي تلعبه إيران في هذا الصدد، وهي التي تُحرك الحوثيين في حرب بالوكالة ترمي بشكل واسع إلى تهديد أمن المنطقة بشكل كامل.

ويُجمع محللون على أنّ الاستراتيجية الإيرانية تقوم على محاولة استنساخ نموذج حزب الله في لبنان، ليكون لها الكلمة العليا في اليمن، ويبدو أنّ هذا المسعى تحقّق بالفعل من المليشيات الحوثية التي تمثّل أحد الأذرع الإيرانية الخبيثة في المنطقة.

وبات واضحًا أنّ إيران تحاول أن تكون لها الكلمة في العواصم العربية من أجل تشكيل محور ضد التكتل السني في المنطقة، ومن أجل ذلك فقد عملت على تكثيف دعمها المسلح لجماعات تابعة لها، بداية من الحشد الشعبي في العراق، مرورًا بحزب الله في لبنان، وصولًا إلى حركة حماس والجهاد في فلسطين، حتى الحوثيين في اليمن.

يُشير كل ذلك إلى أنّ الحديث عن الإفشال الحوثي لجهود إحلال السلام يتوجب أن يكون ممزوجًا بتحديد المسؤولية الإيرانية عن تردي الأوضاع السياسية وحجم التعقيدات التي يتم غرسها لإفشال أي جهود تسعى إلى إحداث حلحلة سياسية.