التصعيد الحوثي المتواصل ضد السعودية.. ما الخيارات المتاحة؟
خيارات عديدة يفتحها الإصرار الحوثي على استهداف المملكة العربية السعودية، تنفيذًا على ما يبدو لأجندة إيرانية تنذر بزعزعة الاستقرار في المنقطة برمتها.
الساعات الماضية كانت شاهدةً على تصعيد جديد، حيث تمكّنت مقاتلات التحالف العربي، من إسقاط صاروخ بالستي لمليشيا الحوثي الإرهابية استهدف مدينة جازان في السعودية.
وقال التحالف في بيان له، إن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تواصل محاولاتها الممنهجة والمتعمدة لاستهداف المدنيين.
إطلاق الصاروخ الحوثي أعقبت محاولات استهداف أخرى مارستها المليشيات على مدار الساعات الماضية، حيث أطلقت المليشيات خمسة صواريخ باليستية وأربع طائرات مسيرة بدون طيار باتجاه جازان، لكن مقاتلات التحالف تمكّنت من إسقاطها.
ونشب حريق بجامعة جازان في السعودية، نتيجة تناثر وسقوط شظايا اعتراض وتدمير الصواريخ والطائرات التي أطلقتها المليشيات الحوثية الإرهابية.
وقال متحدث التحالف إن اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة والمفخخة، أدى لسقوط الشظايا في حرم جامعة جازان، ما نتج عنه نشوب حريق دون خسائر بالمدنيين.
ووفق إحصاء حتى يوم أمس الجمعة، فإنّ المليشيات الحوثية أطلقت أكثر من 37 طائرة مفخخة وصاروخ باليستي باتجاه المدن والمنشآت المدنية السعودية منذ إعلان المملكة مبادرتها لإنهاء الحرب في 23 مارس الماضي.
تصاعد الإرهاب الحوثي على هذا النحو يعني أنّ هذه "الذراع الإيرانية" ستظل توجّه بوصلة الاستهداف تجاه المملكة العربية السعودية، بغية تهديد أمنها القومي، وبالتالي زعزعة استقرارها من كافة النواحي.
التعاطي الدولي مع التصعيد الحوثي ضد السعودية قوبل على مدار الفترات الماضية، بما يُمكن تسميتها بـ"استراتيجية الإدانة الهادئة"، فمع كل استهداف حوثي للمملكة تصدر بيانات إدانة الحوثيين بشكل موسع على الصعيدين المحلي والإقليمي.
وفيما لم تعد سياسة الإدانة تثمر أي شيء على الأرض، فيمكن القول إنّ هذه الاستراتيجية فشلت في كبح جماح الإرهاب الحوثي الموجّه ضد السعودية، وهو ما ينذر بتهديدات قد تنسف الاستقرار في كافة ربوع المنطقة.
استنادًا إلى كل ذلك، فإنّ التصدي لهذا الإرهاب الغاشم يمكن من خلال اللعب على وترين، فمن جانب إما أن يمارس المجتمع الدولي الدور المنوط به فيما يخص محاصرة المليشيات الحوثية والضغط عليها والحيلولة دون وصول الدعم الإيراني إليها.
الجانب الآخر من المواجهة هو سعودي الهوية، والحديث عن ضرورة تكثيف التحالف العربي من جهوده العسكرية التي تحمل أهمية بالغة في تضييق الخناق بشكل واسع النطاق، ومن ثم كبح جماح إرهاب المليشيات.