اعتراف إيراني بدعم الإرهاب الحوثي.. الكرة في ملعب من؟
اعترافٌ لا يجب أن يمر مرور الكرام، ذلك الذي صدر عن الجانب الإيراني فيما يخص علاقاته مع المليشيات الحوثية الإرهابية.
ففي إقرار لافت وغير معتاد، اعترف القيادي في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني رستم قاسمي، بتسليح مليشيا الحوثي الإرهابية.
القيادي العسكري الإيراني قال في تصريحات صحفية إنَّ "ما تمتلكه المليشيا الحوثية من أسلحة بفضل مساعداتنا"، متحدثًا عن انتشار ضباط إيرانيين مع المليشيات الحوثية في اليمن، وتدريب عناصرها.
إيران التي حاولت فرض إطار من السرية على علاقاتها بالحوثيين، وحاولت التبرؤ من الحرب العبثية التي تشنها المليشيات منذ صيف 2014، ها هي اليوم يصدر عنها اعتراف صريح ومباشر وغير معتاد بشأن تسليحها للحوثيين.
وهناك الكثير من الأدلة التي فضحت الدعم الإيراني للحوثيين، بينها ما عرضته مسبقًا وزارة الدفاع الأميركية من صورٍ لأسلحة وصواريخ إيرانية، دعمَّت بها طهران مليشياتها الإرهابية لنشر الفوضى في اليمن.
هذه الصور، التي لاقى عرضها ردود أفعال واسعة، بيّنت عددًا من الأنظمة الإيرانية والأسلحة المتنوعة التي كانت بأيدي الحوثيين، وتثبت انتهاك إيران السافر لقراري الأمم المتحدة 2216 و2231.
فضلًا عن ذلك، أظهر تقرير دولي أعدَّه خبراء في لجنة العقوبات على اليمن أدلة على انتهاك إيران للقرارات الدولية من خلال تزويد ميليشيا الحوثي بأسلحة وعتاد، من بينها صواريخ باليستية وطائرات مسيرة درونز أطلقت على السعودية.
وقالت لجنة الخبراء إنّ هناك دلائل قوية على إمداد مليشيا الحوثي بمواد ذات صلة بالأسلحة المصنعة أو المصدرة إيرانيًّا إضافة إلى تلقيها مشورة فنية.
اللافت أنّ الحوثيين حرصوا على مدار الفترات الماضية على نفي علاقاتهم بإيران وحصولهم على أسلحة منها، لكنّ واقع الميدان كان يشير إلى غير ذلك، حيث تلقّت قيادات المليشيات تعليمات مباشرة وبشكل دائم من طهران للتمادي في الحرب العبثية وإطالة أمدها أكثر، بالإضافة إلى العمل على استهداف المملكة العربية السعودية عملًا على زعزعة أمنها وضرب استقرارها.
وفيما يدخل هذا الملف نقطة جديدة بهذا الاعتراف الصريح والمباشر من قِبل إيران، فإنّ الكرة باتت الآن في ملعب المجتمع الدولي الذي لا يعرف إن كان سيباشر مهامه المنوط بها فيما يتعلق بمواجهة هذا الإرهاب الخبيث متعدد الأوجه، أم يُكمِل مشهد "المتفرج".
إيران وهي تصدر هذا الاعتراف، فهي تبعث برسالة تحدٍ إلى المجتمع الدولي بأنّها ماضية في مخالفة القوانين والأعراف الدولية، وهو ما لا يجب السكوت عليه، باعتبار أنّ مشروع إيران الخبيث يستهدف ضرب هذه المنطقة بأكملها وإضافة لهيب على الأرض "الملتهبة أصلًا".