وفاة مهندس الإرهاب الحوثي.. رصاص الخلافات أم كورونا؟

الثلاثاء 27 إبريل 2021 01:01:59
وفاة مهندس الإرهاب الحوثي.. رصاص الخلافات أم كورونا؟

لقي مهندس الإرهاب الحوثي المدعو يحيى الشامي حتفه، اليوم الاثنين، وتشير الأنباء والتقارير الواردة من صنعاء أنه توفي متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، غير أن ذلك لم يمنع كثير من الشكوك التي تحيط بظروف وفاته تحديداً بعد وفاة نجله زكريا الشامي وزوجته قبل شهر تقريباً ورفضه دفنهما ومطالبته بتشريح جثة ابنه زاعماً أنه ذهب إلى المستشفي وهو في صحة جيدة.

ويعتبرا الشامي الأب وابنه قبل رحيلهما بمثابة هرم القوة في جناح المليشيات الحوثية الإرهابية في صنعاء، فيما سعى جناح صعدة لإخراجه من المسار، خاصة وأن عائلة الشامي تهيمن على عدد كبير من المناصب داخل المليشيات الإرهابية وتحظى بأهمية كبيرة، وهو أمر لم يكن على هوى معارضيه، ولعل منعه من زيارة ابنه في المستشفي قبل وفاته وإصراره على تشريح جثته لإدراكه بأنه قد يكون جرى تصفيته تبرهن على الخلافات قد تكون سبباً مباشراً في وفاة الشامي الأب أيضاً.

وبدا واضحاً أن وفاة الوزير الحوثي زكريا الشامي ووالدته ليست طبيعية بأي حالٍ من الأحوال، وبالتالي فمن غير المستبعد أنّها تندرج في إطار "التصفيات" التي تفشّت في معسكر المليشيات، ولعل ما يرجح ذك هو تعاطي يحيى الشامي الأب مع الوضع، فعزوف الرجل عن دفن الجثمانين طيلة الشهر الماضي قبل أن يجري دفنهما في أعقاب تدهور حالته الصحية أمرٌ يعني أنه كان يعتقد أن هناك تصفية قد جرت ضد ذويه، وبالتالي فإن التصفية قد تكون طالته أيضاً لغلق هذا الملف تماماً.

وقبل وفاة الشامي الأب عمد على استقدام الكثير من العناصر المسلحة لتتولى تأمينه، ما يعني أنّ يبدي تخوفًا من أن يتعرّض لأمر شبيه أو بتعبير أدق "خطر التصفية"، كما أنه رفض قبل وفاته تلقي العزاء في حالتي الوفاة، بما يعني أنّ الأمر لم ينتهِ بعد بالنسبة إليه وكان من الوارد بشدة أن يُقدم القيادي المرجعي الحوثي على "الثأر" وفقًا للأعراف القبلية، غير أن القائمين على تسيير القرار داخل المليشيات الحوثية الإرهابي والقصد هنا إيران وسفيرها لدى المليشيات حسن إيرلوا قد يكونا قد قررا التخلص من الشامي لعدم اتساع الهوة في صفوف المليشيات وإلصاق التهمة بفيروس كورونا.


ويوصف يحيى الشامي بأنه الأب الروحي للمليشيا الحوثية المدعومة من إيران، وعمل على تنظيم صفوفها عقب سيطرتها على صنعاء، وهندسة الاستيلاء على كافة المعسكرات والأسلحة، حيث كان مصدرًا لدعمها بالمال والسلاح.

غير أن القيادي المرجعي الشامي المنتمي إلى محافظة إب خاض صراعًا مع القيادات الحوثية ومراكز النفوذ القادمة من صعدة في إطار التنافس على المال والنفوذ.

وقبل خمسة أيام وافق القيادي الحوثي المرجعي المدعو يحيى الشامي على دفن نجله المدعو زكريا الشامي وزير النقل في حكومة المليشيا غير المُعترف بها، ووالدته بعد شهر من وفاتهما الغامضة.