التعاطي الأمريكي مع الإرهاب الحوثي.. ما له وما عليه
فيما تمادى الإرهاب الحوثي بشكل واسع النطاق على مدار الفترات الماضية، فإنّ اتهامات كثيرة تُوجَّه إلى الإدارة الأمريكية التي أفسحت المجال أمام تفاقم إرهاب المليشيات بشكل كبير.
فمع قدوم جو بايدن حاكمًا للولايات المتحدة خلفًا لسابقه دونالد ترامب، لجأ إلى اتباع سياسة رخوة للغاية، قامت على إلغاء عقوبات أمريكية، بينها إلغاء التوجّه نحو تصنيف المليشيات تنظيمًا إرهابيًّا.
الخطوة الأمريكية أثارت غضبًا واسعًا بما في ذلك في الداخل الأمريكي، باعتبار أنّ هذا الأمر بعث برسالة ضمنية إلى الحوثيين مفادها الاستمرار في النهج الإرهابي القائم على إطالة أمد الحرب.
وضمن موجة الرفض هذه، عبَّرت سفيرة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة السفيرة كيلي كرافت عن انتقادها لقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلغاء إدراج مليشيا الحوثيين كمنظمة إرهابية.
ونفت كرافت في تصريحات إعلامية، وجود أي تغيير في سلوكيات المليشيات المدعومة من إيران، وحذرت من أي توجه لرفع العقوبات عن الحرس الثوري الإيراني، مؤكدة أنه يساهم في انتعاش اقتصادهم وتمويل مليشياتهم بالمنطقة.
السياسات التي تتبعها واشنطن يمكن النظر إليها بأنّها تعبّر عن محاولة مسك العصا من المنتصف، فمن ناحية فهي تتعامل باستراتيجية ضعيفة ورخوة في مواجهة الجرائم الحوثية، لكنّها في الوقت نفسه تعمل على إصدار بيانات تتضمن إدانة للتصعيد الحوثي.
تجلّى ذلك فيما صدر مؤخرًا عن وزارة الخارجية الأمريكية، التي قالت إنّ الحل السياسي في اليمن صعب مع استمرار إطلاق مليشيا الحوثي الإرهابية للصواريخ باتجاه المملكة العربية السعودية.
وأكدت الخارجية الأمريكية في بيان لها، أن الحوثيين يضعون العراقيل أمام وصول المساعدات للسكان، لافتة إلى أنّ المساعدات التي تقدمها السعودية مهمة؛ كونها تخفف من معاناة السكان.
تفاقم الإرهاب الحوثي على هذا النحو أمرٌ يعني أنّ اتباع السياسات الناعمة مع المليشيات أمرٌ لن يكون مجديًّا بأي حالٍ من الأحوال، لكن هناك ضرورة ملحة لممارسة أكبر قدر من الضغوط على المليشيات الإرهابية بما يساهم في لجم إرهابها الغاشم.