عودة الزُبيدي وهجمات الضالع .. انتصاران لجنوب واحد
رأي المشهد العربي
لم يكد الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي يصل إلى العاصمة عدن، حتى سجّل الجنوب عبر قواته المسلحة الباسلة مزيدًا من الانتصارات في مواجهة المليشيات الحوثية.
شهدت جبهة الضالع انتصارات حاسمة سطّرتها القوات المسلحة الجنوبية في إطار تصديها للمليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، الساعية للتمادي في استهداف الجنوب وشعبه وأراضيه.
ضربات الأشاوس تمثّلت في شن هجمات من عدة اتجاهات استهدفت مليشيا الحوثي الإرهابية في محيط قطاع الفاخر شمالي الضالع.
وفي هذه المواجهات، أجبرت القوات المسلحة الجنوبية، مليشيا الحوثي الإرهابية على التراجع بمحيط مجمع مدرسة بيت الشرجي في الأطراف الشماليّة لحبيل العِبدي شمال مديرية قعطبة.
اللافت في الأمر أنّ هذه الانتصارات الميدانية تزامنت مع وصول الرئيس الزُبيدي إلى العاصمة عدن قادمًا من العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وذلك بعد رحلة ناجحة أجرى خلالها لقاءات إقليمية ودولية هامة.
الانتصارات العسكرية التي يُسطّرها الجنوب في مواجهة الحوثيين تعني أنّ الجنوب سيظل طرفًا فاعلًا في المشروع القومي العربي الذي يتصدّى لمساعي التمدّد الفارسية على الأرض.
البطولات التي يُسطّرها الجنوب على هذا النحو تأتي في وقتٍ تُكمِل فيه المليشيات الإخوانية المتحكمة في مجريات الأمور في معسكر الشرعية مسلسلها العبثي وسياساتها التآمرية التي تقوم على الانبطاح أمام المليشيات المدعومة من إيران.
وفيما تمكّن الجنوب من تحرير أراضيه من الإرهاب الحوثي بفضل جهود قواته المسلحة مدعومًا من قِبل التحالف العربي، فإنّ مشهدًا مغايرًا للغاية تشهده جبهات الشمال التي يسيطر عليها الحوثيون بسبب حلقات التآمر الإخوانية واسعة النطاق، المتمثلة أبرزها في تسليم المواقع والجبهات لصالح المليشيات المدعومة إيرانيًّا.
مجريات الأمور على الأرض تحمل دلالة واضحة وصريحة بأنّ نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا ينفّذ أجندة خبيثة تقوم على احتلال أراضي الجنوب بشكل كامل، مع تمكين الحوثيين من بسط نفوذهم على الشمال بشكل كامل.
كما أنّ جزءًا واضحًا من المؤامرة يقوم على محاولة أن يكون هناك نفوذ للحوثيين على الأرض في الجنوب، وذلك بدليل أنّ المليشيات الإخوانية عملت في الكثير من المناسبات على إفساح المجال أمام الحوثيين للتمدّد في الجنوب، وقد جرى بينهما تنسيق فاضح في العدوان على الجنوب وشعبه وأرضه.
ويبدو أنّ المليشيات الحوثية ظنّت أنّ السهولة التي تمكّنت بها من السيطرة على أراضي الشمال "بفعل التآمر الإخواني" قادها إلى التخيّل بأنّ النيل من أمن الجنوب سيكون أمرًا يسيرًا، لكن واقع الميدان يشير إلى غير ذلك، بالنظر إلى حجم البطولات العسكرية الجنوبية في هذا الصدد.