عن طارق والشرعية

من الملاحظ عيانا وحسا وعقلا ان التضليل في بلادنا بلغ مداه، وان هناك قوى تسخر المليارات فقط لترسيخ هذا التضليل، وتستند على قواعد عديدة لايتسع المجال لذكرها جميعا الا ان اهمها هي فكرة ان معظم الناس لايفكرون ويلوكون مايتلقون ومن هنا جاءات قاعدة اكذب ثم اكذب وواصل الكذب حتى يصدق الناس وقد تصبح الكذبة من المسلمات، وما أكثر الامثلة.


تقول  "الشرعية" وأتباع ابن مالكها ان من يقاتل الحوثيين يجب ان يكون مواليا لها وان يقدم طقوس الطاعة والولاء علنا، لا لما يسمونه بالشرعية كمفهوم بل لشخص أو اشخاص محددين بالاسم، والا فهو مارق ولا يمكنه ان يقاتل الحوثيين او غيرهم .


ذلك مايقولونه وقد يبدو في ظاهره متلبسا بنوع احمق من الحقيقة بمفهومها العام وهو ما لاينطبق على الحالة الماثلة هنا، فالمقولة ان اي قتال في اي مكان في الدنيا يجب ان يكون تحت شرعية ما صحيحة ولاغبار عليها، وفي الدين يقولون لابد من راية وذلك اصح واحق واجمل وافصح، لكن في حالة كحالة طارق صالح والشرعية الموجودة اليوم فالامر مختلف يبلغ حد التناقض والتضاد الفاقع ان جاز التعبير، كيف؟ تعالوا لنرى .


لو ان كل من يريد قتال الحوثيين كان ولايزال مفروضا عليه ان يقاتل تحت لواء وقيادة الشرعية المشخصنة بصحيح عباراتهم ومايرددونه من أنها تتمثل بشخص لما كان هناك قتال اليوم ولا حتى بالامس ولكان الحوثيون يسيطرون على كل شبر في اليمن والجنوب، ولكان صبيان مران "مخزنين" في فلل قصر معاشيق الان ، ولو كان لزاما انتظار الشرعية لما قامت بعد  فرارها قائمة، وهي التي فرت فرت واختفت وتلاشت في لحظات، لكن من قاتل لم ينتظر عودتها من الموت، العودة التي جاءات بفعل وبفضل التحالف العربي الذي جعل لها وجودا من جديد واحياها بعد موت وفرار وشتات.

وهو ذات التحالف الذي تحاربه اليوم أقطاب الفساد وعصاباته لانه لم يتوافق مع ارادتهم في نهب الاخضر واليابس كما كانوا يريدون، وهو ذات التحالف الذي يحق له ان يدعم كل من يريد ويتقدم لقتال اليد الفارسية الخبيثة الممتدة الى خاصرته، تماما كما دعم اولئك ووفر لهم حتى الملابس التي يظهرون بها أحدهم ليتباهي الانتصارات وهو لم يسمع يوما ازيز رصاصاتها لانها لاتمر في ردهات الفنادق الفخمة ولاتسمع اصواتها في الحانات الصاخبة .


ولنعد الى لحظة التصدي وانطلاق القتال لمقاومة الهجوم والسيطرة الحوثية ونتذكر اين كانت الشرعية، ونتساءل : ماذا لو انتظرنا لواءها ليضللنا ومباركة شخصها لانطلاق القتال والمقاومة؟ واقول لهم اجمعوا شركم وشراركم وحاجوني بكل لحظة مرت وماحدث فيها والى اليوم، ومن يحق له القتال ممن لايحق، بل حتى من يحق له الحديث ممن لايحق.


يقولون ان طارق عفاش لايجوز له القتال لانه لم يقدم فروض الطاعة والولاء ولم نسال هل من المفترض ان يقدمها حضوريا أم غيابيا؟ عموما وعلى كل حال فان من حق اي مواطن ان يقاوم وان يقاتل الحوثيين، سيقولون "لكنه كان يقاتلنا ويقتل المقاومين حتى قبل اشهر، فاقول نعم صحيح، لكن اذا اردتم ان ترفضوه وترفضوا انتقاله الى قوة في صدر العدو الاول لكم وله ولنا، فعلينا ان نجعلها قاعدة ونطبقها على كل من قتل المواطنين يوما وذلك ينطبق على كل قادة الشرعية من اصغر ضابط الى راس الهرم ولنا في الجنوب صورة واضحة، سيقولون نتحدث عن ايام عفاش، فاقول وماذا عن ايام مابعد عفاش؟ وفيها قتل وجرح الاف الجنوبيين وقصفت المدارس ودور لعزاء واعدم الناس في ساحة العروض نهارا جهارا؟. فاذا كان قد آن وقت الحساب فلنحاسب الجميع، والجريمة هي الجريمة والدم هو الدم وسفكه في اي زمان ومكان يسبب ذات الذنب.


وحتى لايقول اصحاب التفكير الضحل اننا بتنا نؤيد من كانوا يقتلوننا يوما اقول : لايهمني طارق ولا شخصه الا بقدر مايطلق من طلقات في صدر الحوثي، فان اسهم في قطع اليد الخبيثة كان خيرا وان غرق في رمال الساحل الغربي فليرحمه الله ، تماما كما رضينا يوما بالقتلة والمجرمين وسميناهم شرعية وهم كانوا حتى قبل اشهر من عاصفة الحزم يقتلوننا في الساحات بل وقلنا عن قاتل ماجور ظل سنوات يغتال ويسجن ويعذب كل من يرفع الجنوب انه اسيرنا وتلك كانت أصعب بكثير  واكبر من ان يبتلعها فم عاقل قبل عقله.
ثم انني اسال ماذا عن عم طارق المعين حديثا في منصب عسكري كبير؟ وماذا عن من كان يضحك     بملء فيه في منصة السبعين ويخطط وينصح باجتياح الجنوب ووأده حين كانت قوات الارهاب الحوثي تقتلنا وتجتاح منازلنا وتغرق شوارعنا بدماء اطفالنا وبات اليوم يقود البلاد ؟ وماذا عن عن على محسن والاف من مثله؟ فان رأيتم ان ساعة الحساب قد حانت فلتنصب المحاكم لكل من قتل او اكان في سلطة تقتل الناس امس واليوم وقبل أمس، عندها فقط يتبين الخيط الابيض ان كان اصلا فيكم او فيهم اي نوع من الخيوط او القلوب البيضاء ، وأ شك .