الجنوب يستجمع قواه في شهر الانتصارات
رأي المشهد العربي
يستجمع الجنوب قوته العسكرية والسياسية والشعبية تزامنا مع ذكرى عدد من الاحتفالات والمناسبة الوطنية التي تبدأ اليوم بالذكرى الرابعة لإعلان عدن التاريخي، ثم ذكرى تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في 11 مايو الجاري، ويوم إعلان فك الارتباط في 21 من مايو ونهاية بالذكرى السادسة لتحرير العاصمة عدن، وهو ما يجعل بإمكاننا أن نطلق على شهر مايو بأنه شهر الانتصارات للجنوب وقضيته.
هناك جملة من العوامل التي تجعل الجنوب متهيئا هذا العام لتلك الاحتفالات، لأنها تأتي بالتزامن مع عودة الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى العاصمة عدن، مطلع الأسبوع الجاري، وهو ما يشكل دعما معنويا مهما لأبناء الجنوب الذين سوف يحتفلون بهذه المناسبات القومية في حضور قيادتهم الملهمة.
كما أن الاحتفالات تأتي في وقت استطاع فيه الجنوب أن يحقق انتصارات عسكرية مهمة في جبهة الضالع بمواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية، وأضحت القوات المسلحة الجنوبية بمثابة الدرع الحامي للجنوب وأمنه، وتُعطي هذه الانتصارات بعدا قوميا مهما يزيد من ارتباط المواطنين بقضيتهم العادلة.
وكذلك فإن الجنوب يستعد للاحتفالات الشعبية بعد أن أثبت للمجتمع الدولي أن موازين القوى لصالحه وأنه لا يمكن استبعاده من أي مفاوضات شاملة للحل، لعل ذلك ما أكد عليه الزُبيدي، خلال لقائه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الشهر الماضي، ما يبرهن على أن قضية الجنوب أضحت مسموعة ولن يكون بمقدور أحد أن يثني أبناءه عن تحقيق هدفهم الأساسي الذي يتمثل في استعادة الدولة.
ساهمت كل هذه العوامل في أن يصدر المجلس الانتقالي الجنوبي قرارا بإعادة رفع علم الجنوب في أكبر سارية بالقصر المدور بمديرية التواهي بالعاصمة عدن، وذلك بمناسبة الذكرى الرابعة لإعلان عدن التاريخي، وشهدت عملية رفع علم الجنوب في العاصمة عدن، مراسيم رسمية موسيقية عزفتها الفرقة العسكرية، في أجواء شعبية متميزة.
يمكن القول بأن الجنوب من خلال الاحتفالات المتتالية التي ينظمها على مدار الأيام المقبلة يستجمع قواه الشعبية التي تدعم خطواته نحو استعادة الدولة كاملة السيادة، لأن أبناء الجنوب يشعرون أن هناك معالم دولة أضحت واضحة أمامهم على الأرض فهناك قيادة سياسية قوية إلى جانب قوات مسلحة تستطيع أن تحمي الأرض والعرض، إلى جانب الالتفاف الشعبي الذي يكون له مفعول قوي في أي نجاحات دبلوماسية يحققها الجنوب مستقبلا .