الإفشال الحوثي لجهود إحلال السلام.. فتِّش عن الشيطان الإيراني
مع كل إفشال حوثي لجهود إحلال السلام، فإنّ أصابع الاتهام تتجه سريعًا إلى إيران باعتبارها تقود دفة إرهاب المليشيات بغية إغراق المنطقة بسيل من تغييب الاستقرار.
وأفشلت المليشيات الحوثية جهودًا ترمي إلى التوصّل إلى حل سياسي، يضع حدًا للحرب الدامية القائمة منذ أكثر من ست سنوات.
ورفضت مليشيا الحوثي الإرهابية مقترحات أمريكية وأممية جديدة للسلام في اليمن، خلال المفاوضات التي جرت في مسقط برعاية الوسطاء العمانيين.
ورفض الوفد الحوثي برئاسة ناطق المليشيات المدعو محمد عبدالسلام، مقترحات سلام تبدأ بايقاف القتال في مأرب، وأصر على التمسك برؤية أحادية ترفض إيقاف القتال في مأرب.
المليشيات الحوثية تمسّكت بفرض شروط مسبقة منها السماح بدخول المشتقات النفطية إلى الحديدة دون عوائق ورفع الحصار عن مطار صنعاء قبل الجلوس لمفاوضات تبحث وقف إطلاق النار.
إقدام المليشيات الحوثية على انتهاج هذه السياسة الخبيثة أمرٌ لا يثير أي استغراب، وذلك بالنظر إلى أنّ هذا الفصيل دأب على اتخاذ كافة الإجراءات التي تؤدي إلى إطالة أمد الحرب.
إقدام الحوثيين على إفشال هذه الجهود أمرٌ لا يُنظر إليه باعتباره خطوة من قِبل المليشيات، بقدر ما يستلزم الأمر ضرورة النظر إلى السياسات الإيرانية التي تُحرِّك إرهاب المليشيات بشكل كبير.
وفي هذا الإطار، قالت صحيفة عكاظ السعودية إنَّ الدور الإيراني في اليمن يمثل عقبة رئيسية ليس في إحلال السلام والأمن فحسب، بل يعد سببًا جوهريًا في تعزيز الفكر الإرهابي الطائفي.
الصحيفة أشارت إلى تزويد نظام الملالي لمليشيا الحوثي الإرهابية بالأسلحة لضرب دول الجوار خاصة السعودية، وقتل المدنيين الأبرياء وتشكيل تهديد لأمن المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أنَّ إيران متورطة من رأسها حتى أخمص قدميها في إرسال أسلحة للمليشيات الإجرامية، مؤكدة أنها تنتهك قرارات الأمم المتحدة، وتفاقم المعاناة الإنسانية الناجمة عن الحرب.
وحذرت من تصاعدة خطورة هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية، منذ الظهور العلني لضابط الحرس الثوري الإيراني المدعو حسن إيرلو في صنعاء، بشكل غير مسبوق تجاه المدن والمنشآت في اليمن والسعودية.
تكشف هذه المعلومات مدى الدور الذي تلعبه إيران في إطار الدفع نحو إطالة أمد الحرب، عملًا على تغييب الاستقرار في المنطقة بشكل كامل.
وهناك الكثير من الأدلة والاتهامات التي فضحت حجم الدعم الإيراني الخبيث الموجّه للحوثيين، والدور الذي لعبه بشكل رئيسي في إطالة أمد الحرب على مدار الفترات الماضية.
ومؤخرًا، أكّد المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج أنّ دعم إيران للحوثيين كبير جدا وفتاك، وقال ليندركينج في جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي: "إيران تدعم الحوثيين بطرق عديدة، منها من خلال التدريب وتزويدهم بدعم فتاك ومساعدتهم على صقل برامجهم للطائرات المسيرة والصواريخ".
وسبق أن عرضت وزارة الدفاع الأمريكية صورًا لأسلحة وصواريخ إيرانية، دعمَّت بها طهران مليشياتها الإرهابية لنشر الفوضى في اليمن.
هذه الصور، التي لاقى عرضها ردود أفعال واسعة، بيّنت عددًا من الأنظمة الإيرانية والأسلحة المتنوعة التي كانت بأيدي الحوثيين، وتثبت انتهاك إيران السافر لقراري الأمم المتحدة 2216 و2231.
تزايد الأدلة التي تفضح حجم الدعم الإيراني للحوثيين على الصعيد التسليحي تزامن معه تخلي طهران عن فرض سياج من السرية على هذا الدعم، حيث مالت إلى الاعتراف بهذا الدعم.
يُشير كل ذلك إلى أنّه من الضروري العمل على مواجهة الدور الخبيث الذي تمارسه المليشيات الحوثية ومن ورائها إيران، باعتبار أنّ إطلاق العنان أمام هؤلاء الأشرار أمر يعني تعقيد الأوضاع في المنطقة بشكل كامل.