الانتقالي يضع أركان دولة الجنوب
رأي المشهد العربي
استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يضع أركان دولة الجنوب التي اقتربت كثيرا من العودة بعد أن أضحى هناك قيادة لديها من الخبرة والقدرات ما يجعلها قادرة على قيادة الدولة الجديدة والحفاظ على مقدراتها، إلى جانب وعاء سياسي ممثلا في الجمعية الوطنية الجنوبية التي لديها رؤى في كيفية التعامل مع مشكلات أبناء الجنوب، إلى جانب القوة العسكرية التي تتمثل في القوات المسلحة الجنوبية ونهاية بالوحدات المحلية التي هي بمثابة قيادة للمديريات والمحافظات الجنوبية.
أركان دولة الجنوب بدت واضحة من خلال نشاطات الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والذي عمد منذ أن وصل إلى العاصمة عدن على التأكيد على أن تلك الأركان جاهزة ومستعدة لأي تحركات دبلوماسية مستقبلية ستقود لا محالة لاستعادة الدولة، وشملت نشاطاته على مدار الأسبوع الماضي كل ما هو سياسي وعسكري وأمني وشعبي يخص الجنوب ودولته.
منذ أن وطأت قدماه العاصمة عدن عقد الزُبيدي اجتماعات عسكرية مهمة مع القوات المسلحة الجنوبية للاطمئنان على الأوضاع في جبهة الضالع، ثم لحقها بلقاء محور أبين للتعرف على جهود تأمين المحافظة قبل أن يوجه بإغاثة المتضررين من سيول حضرموت وتواصلت جهوده الاجتماعية من خلال استمرار جملة من المبادرات التي يرعاها.
على المستوى الشعبي كان الزُبيدي حاضرا في الاحتفال بيوم التفويض الجنوبي والذكرى الرابعة لإعلان عدن التاريخي، بل إن خطابه خلال الحفل بمثابة خارطة طريق جنوبية لاستعادة الدولة وأكدت تصريحاته أن عوامل بناء هذه الدولة موجودة على الأرض، وشدد "على بذل المجلس، منذ تأسيسه، كل الجهود الهادفة لوضع قضية شعب الجنوب على مسارها السياسي الصحيح، من خلال الجهد والكفاح والنضال، والعمل السياسي والدبلوماسي".
على المستوى الدبلوماسي استطاع الانتقالي أن يجعل قضية الجنوب، حجر أساس لأي حلول مُقبلة، ولا يمكن تجاوز هذه القضية وتهميشها، وهو ما أكده الرئيس الزُبيدي خلال لقائه، أمس الخميس، أعضاء الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس، إذ أن تحركاته الخارجية واللقاءات التي قام بها خلال العامين الماضيين استطاعت أن تضع قضية الجنوب على خارطة اهتمامات المجتمع الدولي.
تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي أن يثبت للعالم أن هناك نواة لدولة فيدرالية حديثة في بقعة جغرافية مهمة من العالم، وأن أركانها موجودة بالفعل على الأرض ويتبقى أن تحظى بمزيد من الدعم الدولي لأن تصبح أمرا واقعا، وهو ما يؤكد على أن الانتقالي منذ أن تأسس قبل أربعة أعوام كان لديه إستراتيجية ناجحة عمد على إنزالها بشكل تدريجي وصولا إلى استعادة الدولة.