مسيرات الحوثي في الحديدة.. كيف ترد المليشيات على دعوات السلام؟
فيما يدفع المجتمع الدولي نحو محاولة التوصّل إلى حل سياسي في اليمن، فإنّ المليشيات الحوثية تبرهن يومًا بعد يوم على خبث نواياها في ظل إصرارها على التصعيد العسكري.
ففي خطوة تشير إلى الإعداد لمرحلة جديدة من التصعيد العسكري، حلقت خمس طائرات لمليشيا الحوثي الإرهابية، في سماء محافظة الحديدة.
ونشرت المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، المسيرات بسماء منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوبي المحافظة.
هذه الخطوة الحوثية تزامنت معها تحركات سياسية بذلتها الأمم المتحدة وكذا الولايات المتحدة دفعًا نحو إحداث حلحلة سياسية تُشكّل اختراقًا في جدار الأزمة المعقدة.
فعلى الصعيد السياسي، رفضت مليشيا الحوثي الإرهابية - هذا الأسبوع - مقترحات أمريكية وأممية جديدة للسلام في اليمن، خلال المفاوضات التي جرت في مسقط برعاية الوسطاء العمانيين.
ورفض الوفد الحوثي برئاسة ناطق المليشيات المدعو محمد عبدالسلام، مقترحات سلام تبدأ بايقاف القتال في مأرب، وأصر على التمسك برؤية أحادية ترفض إيقاف القتال في مأرب.
وتمسّكت المليشيات الحوثية بفرض شروط مسبقة منها السماح بدخول المشتقات النفطية إلى الحديدة دون عوائق ورفع الحصار عن مطار صنعاء قبل الجلوس لمفاوضات تبحث وقف إطلاق النار.
الرفض السياسي أعقبته بوادر تحركات عسكرية من قِبل المليشيات الحوثية الإرهابية، ما يحمل دليلًا كاملًا على أنّ هذا الفصيل الإرهابي يصر على إطالة أمد الحرب.
ولا شك أنّ إقدام الحوثيين على العبث بجهود تحقيق السلام أمرٌ يحمل دلالة كبيرة على مدى استهتار المليشيات بجهود تحقيق السلام، وإصرار هذا الفصيل على إحداث أكبر قدر من التعقيدات على جهود الحل السياسي.
يشير ذلك إلى أنّ ما يجري على الأرض يعني أنّ المليشيات الحوثية تُجهّز لسيناريو شبيه بما جرى على مدار السنوات الماضية، فيما يخص ارتكابها آلاف الخروقات والانتهاكات لمسار اتفاق السويد الموقّع في 2018.
استنادًا إلى ذلك، فإنّ المجتمع الدولي مطالبٌ بأن يتخلى عن صمته المدقع وأن يبادر باتخاذ الإجراءات الحاسمة والحازمة والرادعة التي تجبر المليشيات على وقف حربها الغادرة.