شراكة تجارية واستثمارية بين الهند وأوروبا لمواجهة الصين

الأحد 9 مايو 2021 21:52:26
شراكة تجارية واستثمارية بين الهند وأوروبا لمواجهة الصين

يعتزم الاتحاد الأوروبي والهند إلى تعزيز علاقاتهما التجاربة والاستثمارية مع استئناف المفاوضات حول اتفاق تبادل حر وزيادة التعاون في مجال الصحة، فيما الهند غارقة في مكافحة أزمة وباء كوفيد - 19.

وفي ذات السياق قالت أورسولا فون دير لايين رئيسة المفوضية الأوروبية، "تطلعاتنا كبيرة، وأنا على ثقة أننا سنحرز خطوة كبيرة إلى الأمام، لأن بين الاتحاد الأوروبي والهند إمكانات كثيرة غير مستغلة على صعيد التجارة والاستثمار".

وعقد الاجتماع عبر الفيديو في الساعة 13.00 بالتوقيت المحلي (12.00 ت غ) واستمر ساعتين وأكد استئناف المفاوضات التجارية، ويعزم الجانبان اللذان يعدان منتجين رئيسين للقاحات ويعدان بمنزلة "صيدلية العالم"، اتخاذ موقف بشأن ضرورة توفير استجابات عالمية لأوبئة مقبلة.

وأكد الرئيس الفرنسي "من الملح زيادة الإنتاج وتوفير مزيد من التضامن الآن، وينبغي على الولايات المتحدة وبريطانيا وقف منع التصدير". وشدد شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي على أن "الاتحاد الأوروبي هو الديموقراطية الوحيدة التي تصدر بشكل كثيف" إنتاجها من اللقاحات.

ويتوقع أن يدعو ناريندرا مودي أمام الدول الاتحاد الأوروبي إلى رفع براءات اختراع اللقاحات بعد الموقف الأمريكي في هذا الاتجاه، لكن هذه الدول تبقى منقسمة حول هذه المسألة.
وأكد مسؤول أوروبي، أن الإبقاء على القمة على مستوى القادة الـ27 يشكل "إشارة سياسية قوية موجهة للهند". وقال دبلوماسي أوروبي، إن "ثمة دينامية بسبب وجود تقارب في المصالح".

وأوضح، "يريد الاتحاد الأوروبي تقوية علاقاته مع لاعب رئيس في إطار استراتيجيته في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، مضيفا، "شهدت الهند من جانبها إعادة خلط الأوراق في منطقتها إثر إبرام الصين اتفاقيات لم تكن طرفا فيها، وهي بحاجة إلى شراكات مع أطراف أخرى، ويجب اقتناص هذه الفرصة".

وأشار دبلوماسي آخر إلى أن الصين ستكون "الموضوع البارز الذي لا يريد أحد التطرق إليه". ويأتي الإعلان عن استئناف المفاوضات مع الهند، فيما تم تعليق الاتفاق حول الاستثمار المبرم مع بكين في نهاية عام 2020 بسبب التوترات بشأن حقوق الإنسان.

بدوره قال جوزيب بوريل وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، إن الهند اختارت "الاستثمار أكثر في علاقتها مع الاتحاد الأوروبي بسبب الصين وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي أرغم نيودلهي على عدم اعتبار لندن بعد الآن مدخلها الوحيد إلى الاتحاد الأوروبي".

وأعلنت الحكومة البريطانية، أن لندن تريد أيضا بدء التفاوض على اتفاقية تجارة حرة مع الهند، اعتبارا من الخريف. وقال مسؤول أوروبي كبير، إن الاتحاد الأوروبي لا يبدأ من الصفر مع نيودلهي، الإعلان المشترك، هو استئناف رسمي للمناقشات المعلقة في 2013، على أساس التفويض الأساسي والهدف هو أن يشمل كل مجالات التجارة".

وأضاف، "لن يكون الأمر سهلا وسريع التحقيق، طالما أن الاتحاد الأوروبي لن يتجنب القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان". وأكد المسؤول الأوروبي، أن "الهند دولة حمائية جدا ورغم أنها ديموقراطية كبيرة إلا أن مسائل حقوق الإنسان حساسة جدا والهنود يتصلبون سريعا في موقفهم".

وأضاف، "لكن الرغبة في التعاون حقيقية ومن المرتقب صدور إعلانات ملموسة ولا سيما اتفاق حول حماية المؤشرات الجغرافية وشراكة بشأن الربط مع الاستثمارات في النقل والبنى التحتية والتزامات بالتعاون من أجل الأمن البحري في المنطقة ومكافحة جرائم المعلوماتية.

وحذر المسؤول الأوروبي من أن "هذا لا يعني أن الاتحاد الأوروبي والهند سيشكلان كتلة بين الولايات المتحدة والصين، الهند هي من دول عدم الانحياز، مرتبطة بالولايات المتحدة في إطار التحالف الرباعي (غير الرسمي بين الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا)، لكنها لا تريد أن تكون شريكا ثانويا وحول هذه النقطة تلتقي مع الاتحاد الأوروبي".

وكان يفترض أن يشارك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في القمة مع قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بورتو، لكنه اضطر لإلغاء زيارته بسبب الأزمة الصحية التي أسفرت عن أكثر من 230 ألف حالة وفاة في هذا البلد البالغ عدد سكانه 1.3 مليار نسمة.