عدالة قضية الجنوب مفتاح استعادة الدولة
رأي المشهد العربي
تحمل أحاديث الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عن قضية الجنوب قدرا كبيرا من الثقة في استعادة الدولة بالرغم من التحديات التي تجابه الجنوب في الوقت الحالي، تنبع هذه الثقة بالطبع من قوة الانتقالي السياسية والعسكرية والاجتماعية غير أنها تنبع كذلك من عامل أكثر أهمية يتعلق بعدالة قضية الجنوب التي تشكل ركيزة أساسية نحو التمسك بحقوق أبناء الجنوب وعدم التفريط في أي منها.
أكد الرئيس الزبيدي أثناء لقائه، مساء أمس الأحد، أعضاء الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس وكذلك القيادة المحلية للانتقالي في العاصمة عدن، أن المجلس استطاع جعل قضية الجنوب حجر أساس لأي حلول مُقبلة للأزمة، قائلا: "لا يمكن تجاوز القضية الجنوبية العادلة وتهميشها، أو تهميش ممثلها المجلس الانتقالي الجنوبي أو الالتفاف عليه".
عدالة قضية الجنوب تنبع من كون شعار الوحدة بالأساس شعارا زائفا استهدف احتلال المحافظات الجنوبية والسيطرة على مقدراتها، وما يبرهن على ذلك أن أوضاع الجنوب كانت أفضل كثيرا حينما كانت هناك دولة مستقلة ذات سيادة كاملة، إلى جانب أن الشمال وقواته الاحتلالية ونخبه السياسية تتعامل مع الجنوب باعتباره مرتعا يضمن لهم الاستفادة من موقعه الجغرافي وثرواته الطبيعية، وليس من أجل بناء دولة موحدة كما تدعي نخب الشمال الفاسدة.
وكذلك الموقف الجنوبي العادل يأتي أيضا من جهة أنه كانت هناك دولة بالفعل ذات سيادة وبالتالي فإن استعادتها من جديد لن يكون أمرا صعبا تحديدا وأن هناك قيادة سياسية متفقا عليها وتمثل الجنوب أمام المحافل الدولية وهناك اصطفاف شعبي خلفها يدعم كل تحركاتها، إلى جانب أن هناك ركائز للدولة موجودة بالفعل على الأرض تتمثل في القوات المسلحة الجنوبية والجمعية الوطنية والوحدات المحلية للانتقالي التي تنتشر في كافة محافظات ومديريات الجنوب.
عدالة القضية الجنوبية تنبع كذلك من التضحيات التي قام بها أبناء الجنوب في مواجهة احتلال الشرعية الإخوانية بالإضافة إلى احتلال المليشيات الحوثية، والانتصارات التي تحققت على الأرض وأثبت أن هناك حاضنة شعبية تلفظ أي ممارسات احتلالية على أرض الجنوب، وأن هناك عوامل لقيام دولة قوية ومستقرة تستطيع أن تؤمن المصالح العربية والإقليمية في البحر الأحمر وباب المندب.