دماء على أبواب المساجد.. الحوثي يخشى انفجار الغضب في صنعاء
اعتادت المليشيات الحوثية توظيف المساجد لخدمة أهدافها الطائفية في صنعاء، تحديدا في شهر رمضان الذي تجد فيه الفرصة مواتية لاستقطاب أكبر عدد من المواطنين، وهو أمر يتكرر سنويا حتى مع انتشار فيروس كورونا خلال العام الماضي، غير أن الوضع تبدل هذا العام إذ عمدت العناصر المدعومة من إيران على إلغاء صلاة التراويح بل ومعاقبة أي شخص يخالف تعليماته للدرجة التي وصلت بها لقتل أحد الشيوخ بمحافظة المحويت.
يرى مراقبون أن التحول في موقف المليشيات يرجع إلى أنها أضحت غير مطمئنة لوجود أعداد كبيرة من المواطنين في أماكن التجمعات وأضحى لديها شكوك بشأن إمكانية اندلاع غضب شعبي ضدها في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعانيها صنعاء، هذا بالإضافة إلى سعيها تلقين خطبها فقط للمواطنين، إذ أنها لا تهتم كثيرا بإقامة الشعائر لكن المهم أن تصل الخطب والأفكار إلى المواطنين.
ولم يصدر عن المليشيات الحوثية قرارا رسميا بمنع صلاة التراويح في أماكن سيطرتها، غير أنها تستخدم السلاح وتطلق الرصاص الحي على أي مسجد يقيم صلاة التراويح، ما يبرهن على أنها تسعى لتوظيف المساجد فقط من أجل نشر مناهجها الطائفية وليس من أجل إقامة الشعائر الدينية، ولعل ما يؤكد على ذلك أنها حولت العديد من المساجد إلى أماكن للسمر، مع عقد اللقاءات والاجتماعات والأمسيات الحوثية الطائفية.
قتل قيادي في مليشيا الحوثي الإرهابية، إمام مسجد، في السبعين من عمره في محافظة المحويت غرب صنعاء، على خلفية إقامة صلاة التراويح.
قالت مصادر محلية إن المشرف الحوثي المدعو أحمد العزي، اقتحم مسجد قرية رواد في مديرية حفاش، للاعتداء على إمام مسجد مسن في السبعينيات من عمره أثناء إمامته للمصلين في صلاة التراويح.
وأضافت أن إمام المسجد المسن محمد ناصر زايد، أصيب بجروح خطيرة جراء الاعتداء، أدت إلى وفاته بعد ساعات أثناء محاولة إسعافه لصنعاء لتلقي العلاج.
كشفت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن تزايد اعتداءات المليشيات الحوثية الإرهابية على حرمة المساجد ودور العبادة في مناطق سيطرتها، منذ مطلع شهر رمضان بشكل غير مسبوق، وأوضحت الصحيفة، أن ذلك تزامن مع تصاعد حدة المضايقات بحق المصلين ومنعهم من أداء الشعائر الدينية، وإجبارهم على سماع خطب زعيم المليشيات بشكل يومي.
وأكدت أن المليشيات عملت على تركيب شاشات تلفزيونية عملاقة داخل 28 مسجدًا في صنعاء، وأجبرت المصلين عقب إلغاء صلاة التراويح على البقاء بتلك المساجد بعد صلاة العشاء للسمر مع مشاهدة خطب زعيم المليشيات، وأشارت إلى أن المليشيات واصلت مؤخرًا دهم المساجد في صنعاء ومدن أخرى، ومنع المصلين من حرية التعبد.
وشنت مليشيا الحوثي الإرهابية حملة اعتقالات في منطقة عمد بمديرية سنحان جنوبي مدينة صنعاء، على خلفية تصوير ونشر حادثة اقتحام مسجد المنطقة ومنع صلاة التراويح وهو الفيديو الذي انتشر بشكل واسع وأثار ضجة كبيرة.
وقال مصدر قبلي في المنطقة لـ "المشهد العربي" إن مليشيا الحوثي الإرهابية اعتقلت عددًا من المصلين أثناء اقتحام مسجد النور الثلاثاء الماضي للبحث عن الشخص الذي وثق حادثة اقتحام المسجد ومنع صلاة التراويح.
وأضاف المصدر أنه وبدلا من القبض على العناصر التي اقتحمت المسجد ومنع المصلين من الصلاة، تقوم المليشيا بترهيب المواطنين للبحث عن الشخص مصور الحادثة، مشيرا إلى أن المليشيا تحاول تلفيق اتهامات للمصلين ومصور الواقعة، في موقف معتاد من المليشيا مع كل من يجاهر بمعارضته لأفكارها المتطرفة وسياساتها القمعية.
وكانت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وجهت وسائلها الإعلامية وناشطيها بمهاجمة الأزهر الشريف الذي أصدر بيانا يُدين ويستنكر منع صلاة التراويح في صنعاء، وتصدر الناشطين الحوثيين المعروفين بالبذاءة والسفاهة الحملة الحوثية ضد علماء الأزهر الشريف.