لمبة البنزين ولعت !

منذ الحرب الأولى على الجنوب في العام 1994 والعدو يستخدم ثلاث جبهات رئيسية:

الجبهة الأولى : العسكرية
الجبهة الثانية : الإقتصادية
الجبهة الثالثة : الوعي

لذلك الحرب مستمرة حتى وأن صمتت أصوات المدافع بالجبهة العسكرية تستمر الجبهات الأخرى مشتعلة.

ويتوهمون بأن الحرب القاسية على الجبهة الإقتصادية ستحقق نتائج على جبهتي الأولى والثالثة في تزييف الوعي وتأليب الشارع لفرض الإستسلام على الشعب المنهك والجائع.

ويعتقدون أيضاً إنها الطريق الأسهل والأقل كلفة بعد تعثر دخولهم عسكرياً وهزيمتهم المذلة في معارك ابين ولولا الخط الأحمر الذي أشار أليه اللواء بن بريك الذي فرض على القوات المسلحة الجنوبية لكانت قوات الجنوب وصلت إلى مأرب مثلما وصلتها من قبل بداية عاصفة الحزم وحررتها.

اليوم ونحن على أعتاب الذكرى الثانية لتوقيع إتفاق الرياض في 5 نوفمبر 2019 وبعد أن غادرت الحكومة التعيسة العاصمة عدن بنية ألا عودة إلا إذا حدثت متغيرات تجبرها للعودة، نلاحظ زيادة تركيز الحرب على الجبهتين الإقتصادية والوعي من جانب تشديد الحصار على لقمة أبناء الجنوب وإذلالهم بالخدمات بصورة لم يألفها الناس في الجنوب من قبل.

وبالتالي الحرب وصلت ذروتها على الجبهة الاقتصادية والناس وصلت إلى مرحلة إستنفاذ كامل لمخزون الصبر والأمل ويعيش الناس أحلك الظلمات التي تسبق الفجر وليس هناك أسواء من الأوضاع التي نعيشها اليوم فالوضع على كافة الأصعدة مزري للغاية ولمبة البنزين ولعت والوقود أمنامنا وملكنا ولن يستطيع أن يمنعنا منه أحد.

سنتزود بالوقود وسنختار طريقنا نحو المستقبل دون أخذ الإذن من أحد.. إذا الشعب يومًا أراد الحياة.. فلا بد أن يستجيب القدر.