الشرعية والتنظيمات الإرهابية.. جسدان لا ينفصلان
من أجل أن تمضي قدمًا في تنفيذ أجندتها التي تعادي الجنوب وشعبه، تتمادى المليشيات الإخوانية التابعة لنظام الشرعية في توظيف التنظيمات الإرهابية المرتبطة بها في خدمة مخططها الخبيث.
ومنذ فترات طويلة، عملت المليشيات الإخوانية على حشد الكثير من عناصر تنظيمي داعش والقاعدة صوب محافظة أبين، بغية ضرب الجنوب عسكريًّا.
وفي هذا الإطار، كشفت مصادر ميدانية، عن تحركات لعناصر من تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، لنقل تعزيزات من منطقة العرقوب إلى شقرة في محافظة أبين.
المصادر تحدّثت عن أنَّ هذه العناصر الإرهابية، تتحرك بغطاء من مليشيا الشرعية الإخوانية، وانطلاقًا من معسكراتها.
ولفتت إلى تزامن التحشيد مع تصاعد التحركات العدائية لمليشيات الحوثي الإرهابية على جبهات الضالع وكرش وثرة وحيفان.
تفتح هذه التطورات بابًا للحديث عن حجم التطرف والإرهاب الذي يهيمن على الشرعية، وكيف أنّ هذا النظام الخاضعة لسيطرة إخوانية يحاول بشتى السبل استهداف الجنوب عبر هذه الأذرع الإرهابية.
وعمل نظام الشرعية على تعزيز علاقاته وتحالفاته مع تنظيمات إرهابية من أجل تحقيق أهدافه التي تعادي الجنوب وشعبه على مدار الوقت، علمًا بأنّ المؤامرة في هذا السياق اعتمدت على استقطاب الكثير من عناصر تنظيمي القاعدة وداعش ضد الجنوب.
علاقات نظام الشرعية بتنظيم القاعدة يقودها الإرهابي علي محسن الأحمر، الذي يُنظر إليه بأنّه مُحرّك أساسي لمجريات الأمور في معسكر "الشرعية"، وهو أشد قادة هذا الفصيل إرهابًا وتطرفًا، ويتولى التنسيق في علاقاتهما.
علاقة محسن الأحمر بتنظيم القاعدة تعود إلى عام 2017، حيث أتاح الأحمر أرضًا خصبةً للمجموعات والفصائل المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة.
يُستدل على هذه العلاقات المتجذرة على ما جرى في 2017، فيما يخص الرسائل بين الأحمر والمدعو قاسم الريمي، طلب فيها الأحمر تكثيف وجود تنظيم القاعدة، في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم.
في الوقت نفسه، فهناك الكثير من الأدلة التي فضحت علاقات نظام الشرعية بتنظيم داعش الإرهابي، ليس فقط عمليات التحشيد المتواصلة لعناصر هذا التنظيم صوب الجنوب.
ففي مطلع العام الجاري، قدّم نظام الشرعية دليلًا دامغًا على علاقاته بتنظيم القاعدة، وذلك عندما أطلقت النيابة الجزائية في العاصمة عدن بتوجيهات من نظام الشرعية، سراح أحد أبرز القيادات الإرهابية شديدة الخطورة، المدعو أبوبكر البريكي، المتورط في العديد من العمليات الإرهابية في العاصمة ولحج.
وجاء هذا التحرك تنفيذًا لقرار أصدره القاضي المدعو سامح الزوكا عقب تعيينه وكيلا للنيابة، وذلك وسط تجاهل لتورط العنصر التكفيري في قضايا إرهابية جسيمة.
والبريكي لعب دور مفتي تنظيم داعش الإرهابي قبل القبض عليه، وهو متورط بشكل مباشر في استهداف شخصيات ورموز جنوبية، منها جريمة اغتيال نادر أحمد مهدي، في أغسطس من العام 2017.
وتولى التخطيط لاغتيال خالد صدقه الدربي في 21 سبتمبر من العام 2019، بعد تهديد المجني عليه، وتورط في ثلاث جرائم اغتيال في عبر لسلوم تبن، بين العامين 2016 و2018.
يشير كل ذلك إلى حجم العلاقات التي تجمع بين نظام الشرعية والتنظيمات الإرهابية التي يتم توظيفها لخدمة الأجندة الإخوانية الخبيثة التي تحمل عداءً مفضوحًا وشديدًا ضد الجنوب.