طائفية الحوثيين.. سياسات بغيضة لم تسلم منها بعض عناصر المليشيات
لم تكتفِ المليشيات الحوثية بتوزيع سمومها الطائفية على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لكن هذه الطائفية طالت أيضًا عناصر هذا الفصيل الإرهابي.
الطائفية الحوثية تجلّت واضحةً في خطوة أقدمت عليها المليشيات، تتمثّل في توزيع الجرحى من عناصرها على مستشفيات صنعاء على أساس مناطقي، في اختلاف بمستوى الرعاية الصحية المقدمة لهم.
"المشهد العربي" علم من مصدر مطلع أنّ أبناء صعدة يحظون بالاهتمام الأكبر، ويوزعون على مستشفى 48، ومركز 26 سبتمبر في منطقة سعوان، حيث يتلقون رعاية صحية فائقة كما تقدم لهم تغذية جيدة، وإعانات شهرية لأسرهم.
وبحسب المصدر، فإنّ المقاتلين من أبناء عمران يوزعون على مستشفيات الثورة والجمهوري، فيما يرقد الجرحى من أبناء مديريات صنعاء في المستشفى العسكري ومستشفى الشرطة، ويعانون من سوء الرعاية الصحية، والتغذية.
وأشار المصدر كذلك إلى أنّ الكثير من الأدوية غير متوفرة للجرحى من أبناء عمران وصنعاء ويخوض ذويهم مارثونات بين الجهات الحوثية بحثًا عن العلاج، الذي يصل في كثير من الأحيان متأخرًا، على عكس الجرحى من أبناء صعدة الذين توفر لهم كافة العلاجات.
المصدر أرجع هذه الطبقية الحوثية إلى تبعية العناصر الحوثية القادمة من صعدة إلى التشكيلات التي يقودها الإرهابي المدعو عبدالخالق الحوثي، شقيق زعيم المليشيا، فيما بقيتهم من محافظات أخرى يجندون في تشكيلات تابعة لقيادات مختلفة.
اللافت أنّ هذه الطائفية الحوثية قوبلت بتذمر بين جرحى المليشيات المدعومة من إيران جراء التعامل المناطقي والطبقي في مستويات الرعاية الصحية.
هذه الواقعة بتفاصيلها المثيرة يمكن القول إنّها تحمل توثيقًا لحجم الطائفية الخبيثة التي تفشّت في المعسكر الحوثي بشكل واسع النطاق.
ومنذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دأب هذا الفصيل المدعوم من إيران على التوسّع في ممارساته الطائفية التي لم ينجُ منها أحد.
وكثيرًا ما نظّمت المليشيات الحوثية الإرهابية فعاليات طائفية مشبوهة، يعتبر هدفها الرئيسي والأول وهو ملء عقول السكان لا سيّما صغار السن بسموم المليشيات.
وهناك الكثير من الوقائع التي ارتكبها الحوثيون وأظهرت توسعًا في ممارسة هذه الطائفية الخبيثة، تجلّى ذلك مثلًا في واقعة اقتحام عناصر مسلحة تابعة للمليشيات فرعين لمعهد تعليم لغات في صنعاء بدعوى أنّ اسمه لا يتوافق مع الهوية الإيمانية.
وقبل أسابيع أيضًا، نفّذ الحوثيون حملات موسعة على أسواق بيع الملابس في صنعاء لمصادرة مجسمات العرائس البلاستيكية المخصصة لعرض الملابس، بحجة أنّها أصنام وتثير الغرائز الجنسية، وكذا مخالِفة لما تسميه المليشيات الهوية الإيمانية وتعمل على تأخير النصر.
خبراء ومحللون كثيرًا ما حذّروا مما يمارسه الحوثيون من طائفية بغيضة تُكبد السكان كلفة طائلة لا تُطاق بأي حالٍ من الأحوال، بل وصل الأمر كذلك إلى حد أن عناصر من المليشيات ذاتها باتت تدفع الثمن هي الأخرى.