التنسيق الأممي الخليجي.. هل يعيد إحياء المبادرة السعودية في اليمن؟

الأربعاء 26 مايو 2021 01:21:00
 التنسيق الأممي الخليجي.. هل يعيد إحياء المبادرة السعودية في اليمن؟

حرصًا على الانخراط في عملية شاملة تستهدف إخماد لهيب الحرب المستعرة منذ أكثر من ست سنوات، يدفع المجتمع الدولي للمضي قدمًا نحو البناء على المبادرة السعودية.

ففي هذا الإطار، استعرض المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث، في لقائه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح الحجرف، مساعيه لدفع المسار السياسي لحل الأزمة.

جريفيث طالب أطراف النزاع بالاستجابة إلى جهود إحلال السلام، ووقف إطلاق النار، فيما عبّر الحجرف عن دعم المجلس لمبادرة المملكة من أجل إيقاف النار.

وشدد الجانبان على الحاجة إلى دعوة المجتمع الدولي للضغط على مليشيا الحوثي الإرهابية، للتجاوب مع المبادرة السعودية للسلام.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد أعلن في أواخر مارس الماضي، طرح المملكة مبادرة للحل السياسي، وتوقف لهيب الحرب المستعرة.

وتضمنت المبادرة السعودية وقف إطلاق النار بإشراف الأمم المتحدة وإجراءات لإعادة فتح مطار صنعاء ورفع القيود التجارية عن ميناء الحديدة، يليها عقد محادثات للتوصل إلى حل نهائي للأزمة.

كما دعت المبادرة السعودية إلى إيداع الضرائب والإيرادات الجمركية من السفن التي تحمل النفط إلى ميناء الحديدة في حساب مشترك للبنك المركزي وإعادة فتح مطار صنعاء بشكل محدود وبدء محادثات السلام بوساطة الأمم المتحدة.

حتى الآن، لم يبدِ الحوثيون أي تجاوب مع المبادرة السياسية التي طرحتها السعودية، وهو أمرٌ قدّم المزيد من الأدلة على خبث نوايا المليشيات وإصرار هذا الفصيل الإرهابي على العمل على إطالة أمد الحرب.

اللافت أن المليشيات الحوثية ردت على هذه المبادرة السعودية بتكثيف هجماتها الإرهابية التي استهدفت المملكة العربية السعودية وهدّدت أمنها القومي.

إصرار الحوثيين على التصعيد العسكري وإفشالهم المبادرة السعودية مرتبط بأنّ المليشيات تنفّذ في الأساس أجندة إيرانية خبيثة، تقوم على ضرب أمن واستقرار المنطقة بشكل كبير.

ويرى محللون أن التوظيف الإيراني للحوثيين هو عبارة عن استخدام المليشيات كوسيلة للضغط على المجتمع الدولي، لا سيّما في ظل الاشتباك الدولي الراهن على الصعيد السياسي فيما يتعلق بمشروع إيران النووي.

وبالتالي، فإنّ إيران بصدد تكرار سيناريو حزب الله على أرض الواقع، حيث استفادت طهران من هذا الفصيل كوسيلة للضغط في صراعها مع إسرائيل والولايات المتحدة بما يخدم المصالح الإيرانية.

بالنظر إلى هذا الواقع المعقد، فإنّ المجتمع الدولي إذا كان بصدد الانخراط في مرحلة من الضغط السياسي من أجل الدفع نحو التوصل إلى حل سلمي للأزمة، فإنّ الأمر يستلزم ضرورة ممارسة أكبر قدر من الضغوط على إيران باعتبارها المحرك الرئيسي لوقود إرهاب المليشيات.