حملة التجنيد القسري.. صغارٌ يزج بهم الحوثيون في جبهات الموت
يمثل التجنيد القسري أحد صنوف الإرهاب الغاشم الذي مارسته المليشيات الحوثية الإرهابية منذ أن أشعلت حربها العبثية منذ صيف 2014، في جرائم تقدم أدلة دائمًا بأنها تتجه نحو المزيد من التصعيد العسكري على الأرض.
وفي هذا الإطار، أطلقت مليشيا الحوثية الإرهابية مؤخرًا خطة جديدة لحشد وتجنيد طلبة المدارس من صغار السن والمراهقين، تحت لافتة انطلاق المراكز الصيفية في المناطق الخاضعة لها.
ورصد الحوثيون ميزانية ضخمة لضمان نجاح زرع الأفكار الطائفية والمتطرفة في عقول النشء، وفق صحيفة الشرق الأوسط التي أشارت إلى أن المليشيات خصصت أكثر من 600 مليون ريال كتكاليف لطباعة أكثر من 40 ألف كتيب، تحوي خطبًا ومحاضرات لمؤسس المليشيات، وزعيمها الحالي، بغية تدريسها وتوزيعها على الطلاب الملتحقين بتلك المراكز.
وتهدف المليشيات من وراء تأسيس ستة آلاف مركز صيفي إلى تلقين ما يزيد على 650 ألف طالب، ثقافة الموت والحقد والطائفية والكراهية.
تحمل هذه الجرائم الحوثية مقدمة شديدة الواضحة بأن المليشيات تتجه نحو المزيد من التصعيد العسكري على الأرض، معتمدة في حربها العبثية على أعداد ضخمة من الأطفال وصغار السن الذين يتم الزج في الصفوف الأولى من جبهات القتال.
وتولي المليشيات الحوثية الإرهابية قدرًا كبيرًا من الاهتمام بتأسيس المراكز الصيفية واستقطاب أعداد كبيرة من الأطفال بهدف حشو أدمغتهم وملء عقولهم بقدر كبير من سموم المليشيات وبالتالي ضم المزيد من العناصر إلى صفوف هذا الفصيل الإرهابي.
ومؤخرًا، عقدت مليشيا الحوثي سلسلة اجتماعات برئاسة القيادي المدعو قاسم حمران القائم بأعمال مدير المكتب السياسي للمليشيات الإرهابية ونائب وزير التربية في حكومتها غير المعترف بها تحضيرًا لافتتاح المراكز الصيفية، بدلا من تركيز الجهود على مكافحة جائحة كورونا.
هذه الاجتماعات أقرّت توجيه كافة القيادات الحوثية ومحافظي المحافظات التابعين للمليشيات الإرهابية بالمشاركة في الترويج لتلك المراكز الصيفية وتشجيع طلاب المدارس على الالتحاق بها.
يتضح من ذلك أن فكرة المراكز الصيفية ترمي من ورائها المليشيات للعمل على استقطاب أكبر عدد ممكن من المقاتلين الجدد إلى صفوفها وتربية جيل جديد يحمل أفكارها المتطرفة، ليكون بمثابة وقود لحروبها المستقبلية.
وتعود فكرة المراكز الصيفية إلى قرار صادر عما يُسمَّى "المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين، ضمن مخطط يستهدف الشباب والأطفال على وجه التحديد، عملًا على حشو عقولهم بالسموم الحوثية، ومن ثم الزج بهم في حرب المليشيات العبثية.
وعلى وجه التحديد، يولي زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي اهتمامًا كبيرًا بمشروع المراكز الصيفية، وكثيرًا ما يُوجّه بتقديم الدعم المادي لها، باعتبار أنّها وسيلة سهلة للغاية في رفد جبهات القتال بالمزيد من المُجنَّدين قسرًا.