مراكز الحوثي الصيفية.. أوكار تغسل الأدمغة وتنشر سموم الطائفية
مع حلول كل صيف، تكثر التحذيرات من مخاطر محدقة تحاصر أعدادًا مهولة من الأطفال التي يصطادهم الحوثيون، ويقذفهون إلى مراكز تعليمية تغسل أدمغتهم وتمهد لتجنيدهم قسرًا.
وتعود فكرة المراكز الصيفية إلى قرار صادر عما يُسمَّى "المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين، ضمن مخطط يستهدف الشباب والأطفال على وجه التحديد، عملًا على حشو عقولهم بالسموم الحوثية، ومن ثم الزج بهم في حرب المليشيات العبثية.
ويولي الحوثيون اهتمامًا كبيرًا بالمراكز الصيفية التي تستقطب على وجه التحديد طلبة المدارس، الذي يُلقّنون بمحتويات طائفية، ترمي من ورائها المليشيات إلى توسيع قاعدتها على الأرض بما يمكنها من العمل على إطالة أمد الحرب.
وبشكل مباشر، فإن زعيم المليشيات المدعو عبد الملك الحوثي يولي اهتمامًا كبيرًا بمشروع المراكز الصيفية، وكثيرًا ما يُوجّه بتقديم الدعم المادي لها، باعتبار أنّها وسيلة سهلة للغاية في رفد جبهات القتال بالمزيد من المُجنَّدين قسرًا.
وتعبيرًا عن مدى الاهتمام الحوثي بهذا المخطط الشيطاني، فقد أنشأت المليشيات المدعومة من إيران، 900 مركز صيفي، تستهدف قرابة 35 ألف طالب وطالبة بعدد من المديريات والقرى.
في محافظة إب على وجه التحديد، أنشأ الحوثيون أكثر من 850 مركزًا موزعة على 20 مديرية، بينمأ أنشأت 300 مركز موزعة على 12 مديرية.
المليشيات الحوثية رصدت ميزانيات لتلك المراكز الصيفية، تتضمن توزيع ملابس ومساعدات غذائية على الأسر الفقيرة لتشجيعها على تسجيل أطفالها في المراكز الصيفية، بالإضافة إلى توزيع مكافآت مجزية على المدرسين بالمراكز.
وسبق أن كشفت مصادر "المشهد العربي" أنَّ مليشيا الحوثي طبعت كتبًا للمراكز الصيفية تتضمن ما يسمى بـ"الملازم"، وهي خطب ومحاضرات مؤسّس المليشيات الإرهابي الصريع المدعو حسين بدر الدين الحوثي، بتكلفة تصل إلى 340 مليون ريال، بهدف تدريسها وتوزيعها على الطلاب في المراكز الصيفية.
وعقدت مليشيا الحوثي سلسلة اجتماعات برئاسة القيادي المدعو قاسم حمران القائم بأعمال مدير المكتب السياسي للمليشيات الإرهابية ونائب وزير التربية في حكومتها غير المعترف بها تحضيرًا لافتتاح المراكز الصيفية، بدلا من تركيز الجهود على مكافحة جائحة كورونا.
كل هذا الذي يُجهز له الحوثيون، وهو يمهد لرحلة جديدة من تجنيد الصغار قسرًا، ويمثل جريمة غادرة دأبت المليشيات على ارتكابها، فيما يتعلق بالزج بالشباب والأطفال إلى الصفوف الأولى من جبهات القتال.
وفيما تتفاقم حدة هذا الإرهاب الغادر، فإن المجتمع الدولي عبر منظماته المعنية، مطالب بالتدخل بشكل حاسم وجدي من أجل مواجهة هذا الإرهاب الغادر الذي تمارسه المليشيات الحوثية بشكل لم يعد يثير استغرابًا بأي حال من الأحوال.