قطع الطرق.. جريمة إخوانية تستنزف أبناء الجنوب
شكل المجلس الانتقالي الجنوبي لجنة لمواجهة عمليات "التقطع" في مديرية ردفان التابعة لمحافظة أبين، أمس السبت، في خطوة بمثابة مقدمة للتعامل مع جرائم "قطع الطرق" التي تقوم بها عصابات محسوبة على الشرعية الإخوانية في المحافظات الجنوبية/ وتستهدف ترويع الآمنين واستنزاف مقدراتهم وارتكاب جرائم جنائية بحقهم.
وضع الرئيس عيدروس الزبيدي مهام محددة لتلك اللجنة على رأسها التعامل المباشر مع العناصر التي تقوم بعمليات "التقطع"، وفرض الأمن في المديرية، والقضاء على الظواهر الدخيلة على مجتمع الجنوب.
تشكل عصابات التقطع خطرا داهما على المحافظات الجنوبية، إذ أنها تستهدف تشتيت جهود الأجهزة الأمنية الجنوبية في أكثر من منطقة بتوقيت واحد، وتعد عنصرا مساعدا في الوصول إلى أبناء الجنوب المنتمين إلى القوات المسلحة الجنوبية.
ولعل ذلك ما كان أحد الأسباب التي أدت لاختطاف 35 جنديًا من لواء بارشيد في شبوة أثناء عودتهم إلى العاصمة عدن لقضاء الإجازة، قبل أن تقطع عناصر الأمن المركزي التابعة لمليشيات الإخوان طريقهم وتحتجزهم.
وتعمل كثير من عصابات التقطع تحت هيمنة النقاط الأمنية التابعة لسلطة الإخوان في المديريات الجنوبية، وفي بعض الحالات فإنها تخضع مباشرة لسلطة المحافظ كما الحال في محافظة لحج التي يعمل فيها المدعو أحمد عبدالله بن تركي على تحصين تلك العصابات، ويرفض المذكرات الشعبية التي تطالب بتحرك الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض عليها.
واستحدث مأمور مديرية طورالباحة قبل أيام عدد النقاط التي تستهدف ترويع الآمنين وسرقتهم، تحديدا في مخالفة نقطتي المعهد الفني ورشاش المقامتين على خط طورالباحة، ويقودهما مأمور طور الباحة عبر مرتزقة، وبحسب مصادر مطلعة فإنه يتقاسم معهم حصيلة الجبايات.
وتشهد محافظات الجنوب عمليات اختطاف متفرقة لا تفرق بين الكبار والصغار والأطفال والنساء، ويتم ارتكابها إما بأبعاد جنائية خالصة جراء إطلاق سراح العصابات التي تنتشر في مناطق مختلفة وتقوم بعملية "قطع الطرق"، أو بأبعاد سياسية تستهدف معاداة المجلس الانتقالي الجنوبي واستفزازه عبر حالات الاعتقال التي تطال جنوده وقياداته في العديد من المحافظات.
يرى مراقبون أن انتشار تلك الظاهرة لا ينفصل عن محاولات إثارة الفوضى في المحافظات الجنوبية، تحديدا في المحافظات التي تشكل مدخلا من الممكن اختراقه للوصول إلى العاصمة عدن، ما يفسر انتشارها في محافظتي أبين ولحج، اللتان يشهدان محاولات تصعيد متتالية من جانب قوات الشرعية التي شنت طيلة العاميين الماضيين ضربات مكثفة باتجاه القوات المسلحة الجنوبية الصامدة هناك.