بالأكاذيب والافتراءات.. الشرعية تتآمر للوقيعة بين الجنوب والتحالف
على الرغم من أن الشرعية الإخوانية الطرف المعرقل لتنفيذ بنود اتفاق الرياض، فقد "اصطنعت" في الفترة الأخيرة مؤامرات لتشويه صورة المجلس الانتقالي الجنوبي، ومحاولة الوقيعة بينه وبين التحالف العربي، بترويج أكاذيب وافتراءات لا تتصل بالواقع بأي حال.
أبرز تلك الأكاذيب، التي تدعو إلى السخرية من مروجيها، أن المجلس الانتقالي هو المسؤول عن عرقلة إنجاح مسار اتفاق الرياض، وذلك على خلاف الحقيقة.
فبالتزامن مع اجتماعات تفاوضية تدور حاليًا في العاصمة السعودية لاستكمال تنفيذ بنود الاتفاق، خصَّصت الشرعية الإخوانية منصاتها الإعلامية وكتائبها الإلكترونية لشن حملات هجومية منظمة ضد المجلس الانتقالي، عبر أطروحات ذهبت جميعها إلى الإدعاء بأنه يتحمل مسؤولية تعثر تنفيذ الاتفاق.
مساعي الشرعية الإخوانية لإفشال اتفاق الرياض لا تقف عند حد ارتكاب خروقات سياسية أو عسكرية، لكن الأمر يشمل أيضًا محاولة مستميتة لتشويه صورة المجلس الانتقالي الجنوبي أمام التحالف العربي.
روّجت الشرعية الإخوانية كذبًا وزيفا أن الجنوب أقدم على خطوات أمنية وعسكرية في محاولة لإفشال الاتفاق، وذلك على الرغم من أن الشرعية الإخوانية تواصل التحشيد العسكري ضد الجنوب، حيث دفعت قبل ساعات، بتعزيزات كثيفة من عناصرها الإرهابية، إلى مدينة شقرة في محافظة أبين.
وعملت مليشيا الشرعية الإخوانية على استحداث خنادق وتحصينات في منطقة قرن الكلاسي مع تدفق التعزيزات العسكرية، عملا على إعادة التموضع في مناطق كانت قد انسحبت منها.
وتواصل الشرعية العمل على إغراق محافظتي شبوة وأبين بعناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي بات يُنظر إليه على أنه الجناح العسكري للإخوان، وذلك في محاولة لاستنزاف جهود القوات المسلحة الجنوبية وإجبارها على الانخراط في حرب قد يطول أمدها في مواجهة التنظيمات الإرهابية.
خروقات الشرعية الإخوانية لمسار اتفاق الرياض تشمل عرقلة تعيين محافظين ومدراء أمن جدد وفقا لما يتضمنه الاتفاق من بنود في هذا الصدد.
وتعرقل الشرعية عودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن؛ لتباشر مهامها، في خطوة تستهدف مضاعفة الأزمات المعيشية أمام الجنوبيين.
وكان الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قد أكد أمس الأربعاء، لدى لقائه بمدير مكتب المبعوث الأممي في عدن مروان العلي، أن الوضع المُتردي الذي يعيشه الجنوب ناتج عن تقاعس حكومة المناصفة عن أداء التزاماتها تجاه المواطنين، وفق اتفاق الرياض.
وشدد على ضرورة استكمال تنفيذ بنود الاتفاق، باعتباره قاعدة انطلاق نحو السلام، وأهمية أن يقوم مكتب المبعوث الأممي بالعاصمة عدن بإطلاع المبعوث الأممي، على معاناة المواطنين في الجنوب جراء سياسة حرب الخدمات التي انتهجتها قوى الشرعية الإخوانية.
لم تعد ألاعيب الشرعية تخفى على أحد، فهي تحاول التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين أولا، الأمر الذي يكشف سوء النية المتمثل في تهميش القضية الجنوبية، وحرمان المجلس الانتقالي الجنوبي من المشاركة في العملية التفاوضية، وهو ما يتناقض مع بنود الاتفاق الموقع في العاصمة السعودية في نوفمبر 2019.
وفيما تمثل مؤامرات الشرعية المتكررة محاولات لإحداث وقيعة بين الجنوب والتحالف العربي، من خلال "حرب الشائعات" فإن الواقع يؤكد أن جميع المحاولات تنتهي بالفشل، بالنظر إلى متانة الشراكة التي تجمع بين الجنوب والتحالف العربي.
ولا شك في أن الجهود الكبيرة التي بذلتها القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها المليشيات الحوثية، برهنت على أن الجنوب شريك رئيس وقوي في حماية الأمن القومي العربي، ولا يمكن الاستغناء عنه في الحرب على الإرهاب.
كما أن التزام القيادة السياسية الجنوبية بمسار اتفاق الرياض يحمل الدليل الأكثر وضوحًا على جدية الجنوب، ويدحض المزاعم الإخوانية التي تستهدف تشويه صورة المجلس الانتقالي الجنوبي والوقيعة بينه وبين التحالف العربي.