تأبين أبو الشهداء.. الانتقالي يحفر تضحيات يحيى الشوبجي في ذاكرة الجنوبيين

السبت 19 يونيو 2021 15:47:27
 تأبين أبو الشهداء.. الانتقالي يحفر تضحيات يحيى الشوبجي في ذاكرة الجنوبيين

لمسة من الوفاء والعرفان قدّمتها القيادة الجنوبية، المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، في فعالية تأبين للشهيد المناضل العميد يحيى الشوبجي، الملقب بـ"أبو الشهداء"، والذي ارتقى في جبهة الفاخر بمحافظة الضالع قبل نحو سبعة أسابيع.

حفل التأبين أقيم برعاية الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، تحت شعار "سمو الغاية وعظمة الاستشهاد"، بحضور اللواء أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية، أحمد حامد لملس الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ومحافظ العاصمة عدن، وفضل محمد الجعدي نائب الأمين العام، واللواء شلال على شائع قائد مكافحة الإرهاب، واللواء علي مقبل صالح محافظ الضالع، وعدد من الوزراء في حكومة المناصفة وقادة عسكريون وأمنيون وجمع غفير من رفقاء ومحبي الشهيد.

وبعث بن بريك، بالتعازي الحارة لأسرة الشهيد الشوبجي وذويه ورفاقه ومحبيه، قائلًا: "نُعزي أنفسنا والجنوب عامة في استشهاد بطل استثنائي من طراز خاص قدم روحه وثلاثة من أبنائه في سبيل إيمانه بقضيته".
 
وأضاف أن الضالع هي بوابة الجنوب، ومن أولى المحافظات التي دافعت وتصدت للعدوان الحوثي، وأن التضحيات التي تقدمها محل تقدير من كل أبناء الجنوب.

وأكد رئيس الجمعية الوطنية، أن القيادة السياسية بكافة رجالاتها، حملت أكافنها على أكتافها منذ حملت على عاتقها مسؤولية شعب يسعى لاستعادة دولته وحقوقه، متابعًا: "سننتصر بشعبنا وبعزيمتنا التي لن تلين وبايماننا بقضيتنا، ولن نتوانى عن بذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك".

في سياق متصل، ألقى محمد نجل الشهيد الشوبجي، كلمةً، قدّم خلالها الشكر للمجلس الانتقالي على تنظيم هذه الفعالية، مذكراً بوصايا والده الشهيد يحيى الشوبجي التي ارتقى من أجلها.

وقال "محمد"، إن دماء الشهداء لن تبرد حتى نيل الحرية والاستقلال التي ضحّى من أجلها صناديد الرجال على جبهات البطولة والشرف، كما ترحم على أرواح الشهداء كافة الذين قضوا دفاعا عن تراب الجنوب، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى والحرية للأسرى.

وخلال فعاليات التأبين أيضًا، ألقي عدد من القصائد الشعرية وكلمات الرثاء والمواساء والإكبار للشهيد وأبنائه وكافة الشهداء، وتم عرض فيلم قصير يحكي بعضًا من سيرة حياة الشهيد وأقوال من عاصروه ورافقوه، وفي ختام الفعالية تم تكريم أسرة الشهيد.

والشهيد الشوبجي كان أحد أبرز المناضلين في ساحات النضال السلمي والعسكري وقد عاش مطاردا ومطلوبا لدى سلطات الاحتلال منذ العام 2007 بحسب المجلس الانتقالي الجنوبي الذي قال عبر موقعه الرسمي، إن الشوبجي تم اعتقاله أكثر من مرة ومداهمة منزله، وكان له حضور فاعل في الفعاليات والمليونيات والاحتجاجات هو وأبناؤه.

ويعرف يحيى الشوبجي بـ"أبو الشهداء"، إذ ارتقى ثلاثة من أبنائه في عام واحد (2019)، وهم "أنور" الذي استشهد بجبهة الفاخر مواجهة المليشيات الحوثية في 22 أكتوبر، واستشهد مازن في الخطوط الأمامية لجبهات القتال في شخب شمال غربي الضالع في 30 يونيو، كما استشهد "شلال" برصاص قناص حوثي في جبهة العباري حجر الضالع في 24 مايو.

وكثيرًا ما ينظم المجلس الانتقالي فعاليات لتأبين شهدائه الذين يرتقون في الجبهات، وهو ما يحمل أثرًا إيجابيًّا لدى الجنوبيين، فيما يتعلق بأن التضحيات التي يقدمونها تظل محل تقدير من قِبل القيادة السياسية، كونها تضحيات من أجل الجنوب وقضيته.

وليست هذه الفعالية الأولى التي تقام لـ"أبو الشهداء"، ففي مطلع يونيو الجاري نظمت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة الضالع ندوة سياسية تحت شعار "سمو الغاية وعظمة الوسيلة"، ركزت على مسيرة الشهيد يحيى الشوبجي، فخلصت إلى دعوة قيادة المجلس الانتقالي إلى إيلاء الرعاية الخاصة بأسرة الشهيد الشوبجي وكذا جميع أسر شهداء الجنوب الذين سقطوا في ساحات الشرف دفاعًا عن أرض الجنوب.

كما تضمنت توصيات الندوة، الاهتمام بأولاد الشهيد الشوبجي وتأهيلهم علمياً وقيادياً ومنحهم المناصب التي يستحقونها، وتعويض أسرة الشهيد الشوبجي وأولادة الشهداء بمنزل عوضًا عن منزلهم الذي تعرض للإحراق والتدمير من قبل المليشيات الحوثية وبما يليق بهذه الأسرة المقاومة.